في تلك الساحة كنا نجلس مترنحين، نشاهد أولئك الباعة
المتجولين الذّين تلفح الشمس وجوههم، فتتحوّل وجناتهم إلى لون الرمّان الذّي كانوا يبيعونه على مقربةٍ من هنا.
وليس ببعيد من تلك الصناديق الجميلة المعبّقة برائحة الرمّان التي صفها ذلك المسّن أمام سجّادته الجميلة المرتّبةِ، معلنًا بذلك حالة التحام بين صوت المؤذن وهو يردّد حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح! إنها مناجاة لا يفهمها سوى أولئك الكادحين الذّين يقتاتون على ابتساماتِ العابرين.
ولمّ تكن تلك الشّجرة التّي تتوسّط السّاحة سوى أمٍ رؤوم تحمي صغارها من لفح الحرارة وصقيع البرد القارص الذي يخيّم على الشارع، وتتغيّـر أوراقها وثمارها عبر الفصول؛ تذكِّرنا بحالاتٍ عدّة نمر بها: الفرح، والحزّن، النّجاح،ٌ والخيّبة. ويبقى ذلك السّحر المكّتنز في تلك الثّمار المتساقطة على الأرض الباحثةِ عن فرصةٍ للحياة في مكان ما على هذه الأرض.
No comments:
Post a Comment