مكتوب على جباهنا الذل
في اليوم الذي قررت فيه هته الحكومات البائسة في وطننا العربي، المسلوبة كرامته، أن تصبح تابعة لمن تسمي نفسها دولا كبرى، تتولى سيادة العالم، وتنسى تاريخها، ومجد أمتها، وبطولات شعبها؛ - في ذلك اليوم قررت - أن توقع وثيقة موتنا ببشاعة، وإستبداددنا بوحشية.
لم تدرك هته الحكومات الضالة، ولن تدرك، أنها ماعادت تملك من زمام الأمور شيئا. وأنها كلما تنازلت، كلما وصلت للقاع! وكلما كانت الوقعة أشد وأعنف على شعوبها العظيمة، التي باتت لا تساوي كرامتها جناح بعوضة، أو ما فوقها.
إننا أمة لها تاريخها، ولها ماضيها، وسيكون لها مستقبل فاتح ذراعيه لأبنائها حتى يكتبوا مجدهم بأنفسهم إن أرادوا ذلك.
غير أنّ الحاضر مسودٌ ومخزي! ماذا سيحكي جيلنا لجيل أولاده وأحفاده، هل سنستمرّ في البلاهة والتبعية والفساد؟! ونقول لقد وجدنا أبناءنا على هذا النهج فأكملنا نحن المسير؟ ونحسب أنفسنا نواكب حضارة، وتمدنًا وعولمةً، غير أننا نعلم جيدا، أننا لا نلتقط سوى القشور من التمدن هذا، ولا نأخذ سوى التفاهة من الأمور وسفسفاتها.
يا لوقاحتنا.. نعرف أخطاءنا، ونستمر في البلاهة.
نعرف زلّاتنا ونستمر في إرتكاب الجرائم تجاه أنفسنا.
إننا أمة لا تتعض، لا بموتاها ولا بضحاياها،لا بمفقوديها ولا بأحيائها من رجال الحق، بل أصبح الموت يضاجعنا، ويقبع فينا، وينخر الذل في ذواتنا دون أن نحرك ساكنا؛ و لازلنا نطبل، ونزمر لكل ما يأتي من وراء البحر، ونحسب أنفسنا مثقفين، وندعي أننا بإحسن حال ولا ينقص أن يكتمل مشهد حضارتنا، سوى بعض الترقيعات من الصراخ والنشاز بإعتبارنا نتذوق فنا ونستمع ألحانا.
الويل لنا من حاضر يهدم فكرنا، يقتل فينا ملكة التفكير للتغيير والإحسان. الويل لنا من براثن عالم موحش أصبحنا فيه غرباء حتى على أنفسنا.
No comments:
Post a Comment