يسألني بربكِ أين أهلي؛ لماذا ذهبو، وأين حلّوا؟
لمَ لم تُعرف لهم درب؟ أقول وأنا باكية:
فلسطين زاد نزيفها؛ وكبُرت جراحها وعظُم ألمها.
فلسطين طفلة بريئة، أُخذ منها حقها، وحرمت من فرحتها .
فلسطين تلملم الجراح ويُدفن الحلم .
تتمادى ألحان العذاب في قلب القدس، وجنين، ويتجرد الوجود من الإنسانية، تتلاشى معاني الحنين؛ فثلج شتاء هذا العام لونه أحمر في فلسطين، وككل عام تبكي الأمهات بحرقة، ويقطف العدو زهر الشباب في كل شبر من الأرض المباركة، والعالم صامت يرقص منتشيا في ملذاته!
ويكبر اليأس، يختلط بآهات الأنين، تئن الأمهات، يتململ صوت الحق متأثرا بجروح الكتم والخنق!
تنتشر رائحة الموت هنا وهناك، بل في كل ذرة في المكان، ولا أحد يأبه، تعمّ رائحة الحقد الدفين.
تمر أيام الشباب والكهول والنساء والأطفال ثقيلة، بطيئة، يغلبهالحن الجنازة الحزين، تحفُّها الوجوه العابسة المتململة في التراب والطّين.
الشمس على وشك الغروب في فلسطين، وأيادٍ صغيرة سلاحها الحجارة السجيل، تخرج عن صمتها، تنهج جبن العدو بعزيمته، وتقتل جبروت المحتل بإبتسامتها وسط الدموع والنار والدخان.
سألني، وراح يعزف لحن الغضب في كل مسامات الجدران
وكانت النوتات مزيج صاخب من همس الأمهات في ليل حالك تبحث عن صغارها وسط ركام وحطام بيتهم الصغير!
فيتحول الشارع الى مقبرة لآهات قلب مليء بالأشجان.
- أمي لماذا غرقت السفينة، وثارت حمم البركان؟
أشاهد فلسطين تحلم بالفرح ... سرقوا من اطفالها الأعياد والمرح.
أبكي.. أسجد دامعة العين، عميقة الجرح، بروح تنزف.
وأشيخ في شبابي، تصرخ روحي بدون صدى، وتقبع أعماقي في اللاأعماق، ويكبر حزني حين تكثر الاسئلة دون شرح.
مراسم الخراب والدمار تقام كل يوم، دموع آهات ،تحسرات ،ووديان دم!
وأراك فلسطين، عظيمة رغم الألم، صامدة رغم الجراح.
تحاصرني الذكريات وأنا أشاهد مواقف الظّلم.
- كيف يغدو الحق ظلما في فلسطين؟!!
أخبروني كيف يمسي الدمع عطرا في فلسطين.
No comments:
Post a Comment