Saturday, 4 April 2020

الذهب الأحمر الزعفران



الذهب الأحمر،أو الزعفران ..مشروع رائد للمساهمة بنهضة الإقتصاد!




           يعتبر الزعفران من أكثر التوابل غلاء في العالم, ان لم يكن أغلاها على الاطلاق, فيكفي أن نعلم أن ثمن الكيلوغرام الواحد قد يصل بين 30000الى 40000 أورو لنعرف قيمته !!!
          إذن مشروع الزعفران الحرّ من المشاريع الواعدة في الجزائر لا شك, خصوصا بمدن الشرق الجزائري كمدينة خنشلة مثلا.
وقد سمي هذا النبات بالذهب الأحمر لقيمته التسويقية, وهنا سنتعرف على أهم الأمور التي يجب أن نعرفها لزراعة الزعفران وتحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح.

باتنة: زراعة الزعفران.. تجربة ناجحة بإنتاج وفير وطلب متزايد عليه

1-اختيار مكان زراعة الزعفران:
         يعتبرإختيار مكان الزراعة من الامور المهمة جدا لنجاح وارتفاع المردودية، ويجب مراعاة النقط التالية في الإختيار :
الزعفران من النباتات التي تحب المرتفعات المتوسطة، حيث أن أفضل الأماكن التي يمكن زراعته فيها هي الأراضي المرتفعة عن سطح البحر بين 600 الى 1400 متر كما يمكن زراعته في أوساط أخرى لكن تبقى المردودية متفاوتة.
رغم أنه ليس من النباتات التي تكلف كثيرا من حيث مياه السقي، إلا أنه من الأفضل التوفر على بئر أو مصدر آخر للريّ خصوصا في المناطق التي تنخفض فيها متوسط التساقطات المطرية.

          التربة التي نريد زراعة الزعفران فيها من الأفضل أن لا تطغى عليها التربة الطينية، مع نسبة حموضة تتراوح PH = بين 7 الى 7.5
في حالة الزراعة في الجبال ووجود منحدرات، من الافضل انشاء المدرجات لمنع انجرافات التربة ونفاذ الماء قبل سقي الزعفران بشكل جيد.
من الأمور المهمة أيضا عند زراعة الزعفران هي تجنب الزراعة في الأماكن الكثيرة الصقيع أو تحت الاشجار الكثيفة للاستفادة من أشعة الشمس بالشكل الكافي. 

2-الدورة الزراعية المناسبة للزعفران:
           الأرض التي نريد زراعة الزعفران فيها من الأفضل أن تكون قد زرعت من قبل بالبقوليات، كما أنه من الأفضل تجنب زراعة الزعفران في أراضي زرعت بالبرسيم أو البطاطس، لأن لها نفس الأمراض مما يزيد من إحتمالية الإصابة. بهذه الامراض.
وجدير بالذكر أنه من الاحسن كذلك تجنب زراعة الزعفران في أرض زرعت به من قبل، لذلك وجب ترك مسافة زمنية بيين زراعة الزعفران وإعادة زراعته في نفس الأرض من 3 الى 5 سنوات (الزعفران من النباتات المعمرة التي يمكن أن تتجاوز 6 سنوات حسب خصوبة الأرض).  

3-الحرث وتهيئة التربة لزراعة الزعفران:
          الزعفران من النباتات المحبة لتهيئة جيدة للارض، لذلك وجب الحرث العميق قبل الزراعة وتهوية التربة، مع إعادة الحرث وتسوية التربة قبل الزراعة مباشرة، وهذا لتجد بصيلات الزعفران التي سنقوم بزرعها المساحة والوسط المناسب للنمو بالاضافة الى القضاء على النباتات الضارة التي يمكن تواجدها في الأرض.

4-الوقت المناسب لزراعة الزعفران:
          يعتبر فصل الصيف أنسب وقت لزراعة الزعفران في دول البحر الابيض المتوسط، لذلك فإنه من الأفضل زراعته خلال شهر سبتمبر وبداية أكتوبر على أبعد تقدير كما هو معمول به في المغرب الشقيق، وذلك لضمان نمو جيد، مع كثافة كافية لإنتاج كميات مناسبة من شعيرات الزعفران.  

5- كثافة زراعة الزعفران:
         لا يجب زراعة العديد من البصيلات المتزاحمة كما لا يجب تقليلها، لذلك فإن الكثافة المناسبة لزراعة بصيلات الزعفران هي بين 50 الى 70 بصيلة في المتر المربع من الارض أي ما يقارب 3 الى 5 أطنان في الهكتار الواحد.

6-طريقة زراعة الزعفران:
         يمكن زراعة الزعفران على شكل خطوط، في هذه الحالة يجب أن تكون المسافة بين الخطوط حوالي 20 سم وترك مسافة من 7 الى 10 سنتمترات بين البصيلات للحصول على الكثافة التي سبق الاشارة اليها (50 الى 70 بصيلة في المتر المربع).

7-عملية التسميد:
         الزعفران ليس من النباتات التي تحتاج كذلك إلى السماد، حيث إنه يمكن الاكتفاء بالكمية التي سنستعملها خلال الزراعة في السنة الاولى من زراعة الزعفران، ويفضل أن تكون 20 الى 30 طن من السماد العضوي، كما يفضل عدم استعمال الأسمدة الكيماوية للحفاظ على جودة ممتازة وإنتاج طبيعي للزعفران.
        في مقابل ذلك من الممكن إجراء تحاليل سنوية للتربة لمعرفة مدى غناها خلال سنوات إنتاج الزعفران وإضافة السماد العضوي كلما لاحظنا انخفاضا في الخصوبة، ويجب أن يكون السماد العضوي الذي نستعمله ناضجا بما فيه الكفاية، ويستحب توزيعه خلال أول فصل الصيف.

8-كيفية سقي الزعفران:
        عدد مرات الري تختلف حسب نسبة التساقطات في المنطقة ونوعية التربة، يمكن اعتماد ما بين 8 الى 10 مرات سقي خلال الدورة النباتية للزعفران سنويا، أي بوتيرة عمليتين سقي خلال الشهر الواحد، يمكن تقسيمها على الشكل التالي:
خلال شهر أكتوبر: من المهم انجاز عمليتي سقي خلال أول الشهر ووسطه، لتحفيز بصيلات الزعفران على الانطلاق وبداية الانبات
        عند نهاية شهر أكتوبر: من المهم كذلك اضافة سقية أخرى إذا لم تكن التساقطات المطرية كافية في هذه المرحلة لأنها من المراحل الحرجة في عمر نبات الزعفران.
        خلال منتصف شهر نوفمبر: يجب اضافة سقية أخرى خلال منتصف شهر نوفمبر خصوصا عند تأخر التساقطات المطرية لتحفيز ظهور ونمو الاوراق.
        خلال شهر مارس: من المستحسن اضافة عملية ري أخرى خلال شهر مارس أو ريّتين حسب نسبة التساقطات المطرية في هذه الفترة، ولا يجب إطلاقا سقي الزعفران خلال مرحلة السكون التي تتزامن مع بداية فصل الصيف قبل بداية شهر اكتوبر.

9-صيانة نبات الزعفران:
       من أجل إنتاج جيد للزعفران يجب إزالة النباتات الضارة بشكل دوري كلما دعت الضرورة لضمان نمو جيد للأوراق والازهار، بالاضافة إلى خدمة التربة (الكربلة) مرتين على الأقل قبل بداية الإزهار وعند القطف.

10-جني أزهار الزعفران:
     هي العملية الأكثر تعقيدا في كل الموسم، حيث تحتاج الى تقنية وصبر، فجني الزعفران يجب أن يكون خلال الصباح الباكر قبل طلوع الشمس لضمان تفتح كامل للأزهار وإزالة شعيرات الزعفران التي تعتبر هدفنا في المشروع كله.
إنتاجية الهكتار الواحد من الزعفران الحرّ تكون أقل خلال السنة الأولى من الزراعة (لا تنسى أن الزعفران مُعمِّر في الأرض (حتى 6 سنوات) حيث يمكن أن يعطي أقل من 6 كلغ/هكتار، في حين أن الإنتاجية ترتفع إبتداء من السنة الثانية والثالثة حيث يمكن أن تصل الى 10 كلغ/هكتار أو حتى 15 كلغ/هكتار، إذا كانت الظروف مناسبة.

11-تسويق الزعفران الحرّ:
    الزعفران الحرّ يعتبر الآن من التوابل الأكثر طلبا في العالم، لذلك يمكن تسويق الزعفران داخل البلد، عبر البحث عن الفنادق والمطاعم الفخمة، أو التعاقد مع الأسواق الكبرى، لكن لضمان تسويق جيد يجب التفكير في خلق تعاونات عند عدم كفاية الكميات المنتجة من طرف الاشخاص، وعمل تعليب ممتاز للزعفران لزيادة إثارة إنتباه المستهلك.

1 comment:

  1. في هذه التدوينة حاولت تسليط الضوء، عن نبتتة يمكنها أن تغير حياة الكثيرين ممن تتوفر لديهم شروط زراعتها، وإعتمادها كنشاط زراعي يوفر لهم الكثير من فرص النجاح.

    ReplyDelete

الرشتة، عجينتها ومريقتها، طبق جزائري تحتفظ بخصوصيتها وأسرار طبخها وتقديمها

  تتعدد تقاليد الأكل الشعبي في البلدان عبر العالم، وهذا بحسب التموقع الجغرافي والتمازج السوسيولوجي والأنتروبولوجي، مما يدخل في مكونات الطعام...