أمشي كالحالم، كأنّني نائم.
أنظر بإتجاه واحد كأنّني أصوّب هدفا..
ماذا لو أخبرتكم قصة ؟ : يخاطب ألعابه!
إسمي نور، وأنتم أصدقائي الوحيدون.
حسنا سنغني معا: عمريسيسوني عمريسيسوني ...ههه
هذه لغتي أتحدّث بها مع أصدقائي.
أنط هنا وأقفز هناك، ولا شيء يمنع حركاتي.
أنا مميّز وفريد.
مرحبا.. مرحبا.. ( أحيّ الجميع).
...مممم أووف ( أنكمش على نفسي وأنزوي).
أتقلب مثل جو غائم.
أتكور مثل كرة ثلج بيضاء وباردة جدااا...اااوو حح
مرة أضحك، ومرة أبكي.
ومرة أحاول بصعوبة أن أحكي..
أخبرت أمي مرة أنّني أريد أن أخرج مع أختي لنلعب مع الريّح.
وأن أصعد سقف بيتنا لأتبخر مثل الماء في الصباح.. تبتسم أمي وتقول : ههه لا بعد قليل سأراك تمطر .. ويضحك أبي ونضحك جميعا.
اااه الحلول عندي دائما موجودة ..ههه.
ها حسنا أنا مبدع في خلقها. يبببييي.
وأنجز خططي في ثواني معدودة..ههه
فمرة أصعد على كرسي لتصل يدايا إطارا معلقا على الحائط.
ومرة أحاول القفز لأصل إلى الشرفة المقابلة.
ومرة أمسك بملابس أختي المزينة بفتاة كيتي الوردية وأرقص.. أرقص وأدور.
تبكي أختي أعد إلي ملابسي.. فأحدق فيها وأشيح بوجهي وأرقص..ارقص، وأدوور.
مرة أتشبث بعلاّقة المصباح لأمسك نجمة.
وأكتب بالممحاة على دفتر أختي، ههه أبري وأحفر بالطبشور على ملابسي، وأرسم بطة.
أمسك بالقط تاما ونختبئ داخل الخزانة، تصرخ أمي نور، نور، تاما، تاما.. ولكن دون جدوى، فصديقي تاما وأنا لن نخرج ...هههه
يحاول تاما المواء فأنهره وأزجره، فيهدأ بين يديّ وينكمش.. ميوووو.
أسبح على الأرض فأشطفها شطفا بملابسي وأضحك، وأنادي: أمي ماء ماء.. تقول أمي بحر.. بحر ونضحك معا.
آه الأشياء الجديدة، أحب تجربة الأشياء الجديدة، فأنا ذكي جدا ونبيه.
أتخيل الشمس مثل رغيف ساخن! فأنا مميّز.
أشخبط. وألتف حول نفسي.. لا تزعجني فأنا أكتب. نصا.
لا دخل لكم بألعابي.. فهم أصدقائي، أحاورهم بلغتنا، شرسن شرسن بريييي ..لا تسألوا ماذا قلت لهم فهذا سر.. يم يم.
أضربهم أحيانا، وحينا يفلتون من يدي...أفككهم.. ياااهووو.. وأنتصر.
مرة كنا في مدينة الملاهي أرقص وأنط مثل بطة، ههوووبييي.. وأحي الجميع..
هؤلاء الجمييع يحدقون باستغراب.. إنهم يخيفونني يا أمي.. أبعدي نظراتهم عني..
مرة رسمت قلوبا كبيرة وكثيرة بأصابعي، وناديت أمي وأبي .
لا تحضني كثيرا، فأنت تضايقني.. (همست لأمي).
ههه ردت مبتسمة لا تحضنينني ..هه أنت تضايقينني. ههه.
أبي أريد أن أقود سيارتك... هلا فعلت هُو...هُو..
يرد أبي: سآخذك في رحلة لنصطاد سمكة...قل سمكة..
أردّد أنا: شبكة شبكة.. وأنا ممسك بمشبك أختي.
أنا لست مختلفا ..أنا فقط مميز وأملك تركيزا زائدا.
جربني وسترى...
إعطيني فرصة...
إنتهى.
في هذه القصة حاولت أن ألمس جانبا من عالم الطفل المصاب بالتوحد وكيف يعيش يومياته، ويحاول أن يخبرنا بأنه طفل مبدع وعلينا أن نساعده ليعبر عن نفسه.
No comments:
Post a Comment