📎 #قصص:
أتذكّر عندما اصطدم العصفور ذو الجناحين الزرقاوين بزجاج النافذة وسقط مغشيا عليه من شدّة الألم؟ فتحوّل شُبّاك بيتنا إلى بيت عزاء للعصافير التي وقفت في طابور فوق حبل الكهرباء الذي يوصل الإنارة للبيت!
أنا اليوم ذلك العصفور الذي سقط مغشيا عليه من كثر الخييات التي توالت على قلبي مذ أن تركتني وحيدة أتخبّط وسط صمتك القاتل الذي يشبه زجاج نافذة بيتنا.
لم تخرج من العصفور دماءه لتعلن حالة موته، وبقيت داخل رأسِه، وأحزاني كذلك بقيت قابعة داخل روحي ترهقني في كل ثانية حين أتذكّر صمتك، وحده صمتُك من يصنع المشهد.
أفنت حياتها كجسر عبور، إمتطاه أولادها واحدا تلوى الآخر! ما إن أنجبو الولد الأول والثاني، حتى بدؤوا ينسلّون كطعنة خنجر تطعن قلبها الصابر.
ليحدودب ظهرها ألما وهي تودّعهم مثل أفراخ عصافير، ما إن نبت زغب أجنحتهم وتعلّموا الطيران، حتى نسوّ عشّ والدتهم، ونسوّ الحَبَّ الذي كانت تلقيه في أفواههم مع الحُبِّ، متناسين أن هذا الجسر قد أرسى أساسه لرعايتهم منذ أن بلغت سن الخامسة عشر!
كان ذلك الجسر كرونولوجيا حياة أمي.💔
مَرّ العام سريعا، يخطف هدءةَ الرّوح في لمح بصر.
🍁🍁🍁
كأنّه الهُدهُد يرمُش، في عرش بلقيس لم يترك أثر.
🍁🍁🍁
يادهرُ تمهّل رفقا بأرواحنا، فالقلب شغلته الخطوبُ فعثر.
🍁🍁🍁
والنفس قد غدت توّاقة، لراحة تنسيها بؤس الزمان الكدِر.
🍁🍁🍁
No comments:
Post a Comment