Thursday, 30 April 2020

لأنني مسلم. التحمس العروبة غلبني، وديننا منزه وطاهر مما يَلحق به


   "إن مشاعر التعصب لجنس من الأجناس قد ماتت في دمي لأنني مسلم،غير أن التحمس للعروبة غلبني في هذه الآونة،إذ أحسست كان التضحية بالعرب ولغتهم بعض ما تكنه السياسة الدولية في ضميرها الملوث،وبعض ما تسخّر له أتباعها وأذنابها في ربوع بلاد الإسلام".

كلمات أوردها العلامة "محمد الغزالي"في مقدمة كتابه (جدد حياتك)،ترى لماذا لا نخطو هته الخطوة التي يدعونا إليها ونحن الذين في أمس الحاجة إلى كلمات مثل هذه حتى تحي ضمائرنا وتوقض فينا نخوتنا العربية التي ذهبت في سباتها السرمدي منذ وقت،فعلا لقد حز ففي نفسي ما قاله شيخنا الفاضل وأنا أتصفح كتابه،شعرت أن هويتنا العربية التي لم يبقى منها إلا القشور،قد بدأت قشورها تذبل وتتلاشى،رحماك يا رب العباد!؟؟
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2487432001528597&id=2195317137406753
إننا وحدنا المسؤولين أكثر عن هاته الحال،لأننا كل يوم نقتل بل نغتال هويتنا وعروبتنا وإسلامنا ولغة ديننا ونحن نضحك ويستهزأ منا غيرنا بل كل لحظة وكل ساعة من سويعات حياتنا نفجع عروبتنا وثقافتنا فينا،وتبكي أطلالها علينا،وتتحطم بقاياها سخطا وإشفاقا علينا،وأنا اكتب هذه الكلمات على وقع ما تعيشه فلسطين من أيام ذكرى النكبة 15 مايو 1948 حين اغتصبت بلادنا الحبيبة فلسطين ،وأعلن اليهود لعنة الله عليهم قيام دولتهم المزعومة،دولة اللاشيء،دولة اغتيال الباطل الحق،مرت أربع وستون64سنة على النكبة العربية،وتذكرت كيف غزت العبرية شوارع القدس،وكيف تحولت تلك القرى البسيطة الهادئة إلى تجمعات صهيونية حقيرة،تعرفها بلافتات ومسميات عبرية،المني كثيرا كيف مرت الساعات والأيام والسنين الجميلة بمواقفها وبطولاتها إلى اللاعودة .
فكل الأوطان العربية الغضة دخلتها حشرة "الاردة" ورمت بكل تفاهتها في أنهارها وغاباتها وصحاريها العذبة النقية الشاسعة ورسم الغاشم خيوطا مما تنسجه العنكبوت،إن تجدد الحياة ينبع من داخل أنفسنا،ولكن هذا هو حالنا نحن العرب جميعا،غير انه ثمة فرق بسيط بين الشعوب وحكامها في مجتمعاتنا العربية،فشعوبنا رغم انه لا حول ولا قوة لها غير صبرها وأمالها ترنو إلى ذلك مع فقدان اليد السحرية التي تأخذ بها لتنهض وتقف في وجه تلك "الاردة"،بينما حال الحكام عندنا كمن يملك كل شيء ولا يملك حرية التصرف فيه.
قال الفيلسوف الانجليزي "جورج بيرناد شو" الذي كتب مقالة رائعة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنهاها بقوله:"لو أن محمدا قام من قبره لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجانا من القهوة"، هذا الرجل الذي أحب الإسلام من بعيد دون إسلامه واثق مما يقوله،أتساءل وأكيد كثيرون معي ماذا قدمنا نحن لنبينا ،نحن امة هذا النبي العظيم بشهادة من رب كريم :"وانك لعلى خلق عظيم" نبيع أنفسنا وضمائرنا وأوطاننا ونحسب أنفسنا مثقفين مواكبين التقدم ،ونحن أذيال يجرونها لتعلق بنا حثالتهم ونمسح من ورائهم أو نلقف من خلفهم ما تركوه من قذارة وفضلات.
هكذا هو حالنا ولكننا للأسف لم ننفض الغبار بعد عن الحقيقة المرة التي نعيشها لأننا وبكل أسف كسالى يتعبنا حتى نفض الغبار عن أنفسنا وعقولنا،لأننا نأبى مواجهة الحقيقة ورسم معالم خوض معركة التغيير،بل وكما قال الشيخ" محمد الغزالي" :"ليس الوقت وقت البكاء على الأطلال ،بل الوقت وقت التغيير".
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=334432217115515&id=103622369714881
دائما نحن العرب مشكلتنا أننا لا نعتبر من تجاربنا السابقة ولا نستفيد منها،ورغم قسوتها فإنها لا تترك فينا أثرا يذكرنا دائما بما عانيناه،بل ننسى مآسينا،أفكارنا غزتها الحضارة المتفسخة المتبجحة،لغتنا حطمتها اللهجة الإفرنجية المكسرة ،ثقافتنا جرّتها تفاهة "الهيب هوب"،لنصبح فعلا متشردين فكريا وثقافيا على تشردنا الوطني والقومي،وننسلخ من عروبتنا وانسلاخنا من جلودنا ودمائنا وأحاسيسنا،حتى أرواحنا لم تعد نقيه تفوح منها العروبة،بل أصبح خليطا من أجناس أرواحها مختلفة عنا .
نحفظ شريطا واحدا نتداوله بيننا دائما؛نفع شعارات التنديد والشجب،نؤلف الحكايات والخواطر،نقيم مؤتمرات للشعر ونعرض لوائحا ولوحات مختلفة نظهر فيها تعاطفنا وألمنا لما يحدث في فلسطين والعراق،في لبنان وسوريا،في اليمن ،في أفغانستان ..في كل بقعة من بقاع الأرض التي تشهد انه" لا اله إلا الله،وان محمد رسول الله".

قد نقنع أنفسنا بالتبرع بمالنا ودمائنا لضحايانا،ولكننا ننسى بأننا نحن من تسببنا في موتهم وماساتهم،ثم ما فائدة كل هذا وذاك؟ ماذا استفدنا من أعمالنا هته التي نعتبرها بطولات في نظرنا، دون أن تحرك ولو مثقال ذرة في نفوس العالم الذي ينظر إلى صراخنا واعتراضاتنا،أو حتى أولئك الذين مارسوا طقوس حبهم لنا بطرائقهم الفريدة.
 يكفي هذا، فأنا الآن أندد وأرفض كل هذه الأوضاع!؟؟
                                                         

No comments:

Post a Comment

الرشتة، عجينتها ومريقتها، طبق جزائري تحتفظ بخصوصيتها وأسرار طبخها وتقديمها

  تتعدد تقاليد الأكل الشعبي في البلدان عبر العالم، وهذا بحسب التموقع الجغرافي والتمازج السوسيولوجي والأنتروبولوجي، مما يدخل في مكونات الطعام...