Thursday, 30 April 2020

مدونة ماسة Massa Blogger: لأنني مسلم. التحمس العروبة غلبني، وديننا منزه وطاه...



   "إن مشاعر التعصب لجنس من الأجناس قد ماتت في دمي لأنني مسلم،غير أن التحمس للعروبة غلبني في هذه الآونة،إذ أحسست كان التضحية بالعرب ...

لأنني مسلم. التحمس العروبة غلبني، وديننا منزه وطاهر مما يَلحق به


   "إن مشاعر التعصب لجنس من الأجناس قد ماتت في دمي لأنني مسلم،غير أن التحمس للعروبة غلبني في هذه الآونة،إذ أحسست كان التضحية بالعرب ولغتهم بعض ما تكنه السياسة الدولية في ضميرها الملوث،وبعض ما تسخّر له أتباعها وأذنابها في ربوع بلاد الإسلام".

كلمات أوردها العلامة "محمد الغزالي"في مقدمة كتابه (جدد حياتك)،ترى لماذا لا نخطو هته الخطوة التي يدعونا إليها ونحن الذين في أمس الحاجة إلى كلمات مثل هذه حتى تحي ضمائرنا وتوقض فينا نخوتنا العربية التي ذهبت في سباتها السرمدي منذ وقت،فعلا لقد حز ففي نفسي ما قاله شيخنا الفاضل وأنا أتصفح كتابه،شعرت أن هويتنا العربية التي لم يبقى منها إلا القشور،قد بدأت قشورها تذبل وتتلاشى،رحماك يا رب العباد!؟؟
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2487432001528597&id=2195317137406753
إننا وحدنا المسؤولين أكثر عن هاته الحال،لأننا كل يوم نقتل بل نغتال هويتنا وعروبتنا وإسلامنا ولغة ديننا ونحن نضحك ويستهزأ منا غيرنا بل كل لحظة وكل ساعة من سويعات حياتنا نفجع عروبتنا وثقافتنا فينا،وتبكي أطلالها علينا،وتتحطم بقاياها سخطا وإشفاقا علينا،وأنا اكتب هذه الكلمات على وقع ما تعيشه فلسطين من أيام ذكرى النكبة 15 مايو 1948 حين اغتصبت بلادنا الحبيبة فلسطين ،وأعلن اليهود لعنة الله عليهم قيام دولتهم المزعومة،دولة اللاشيء،دولة اغتيال الباطل الحق،مرت أربع وستون64سنة على النكبة العربية،وتذكرت كيف غزت العبرية شوارع القدس،وكيف تحولت تلك القرى البسيطة الهادئة إلى تجمعات صهيونية حقيرة،تعرفها بلافتات ومسميات عبرية،المني كثيرا كيف مرت الساعات والأيام والسنين الجميلة بمواقفها وبطولاتها إلى اللاعودة .
فكل الأوطان العربية الغضة دخلتها حشرة "الاردة" ورمت بكل تفاهتها في أنهارها وغاباتها وصحاريها العذبة النقية الشاسعة ورسم الغاشم خيوطا مما تنسجه العنكبوت،إن تجدد الحياة ينبع من داخل أنفسنا،ولكن هذا هو حالنا نحن العرب جميعا،غير انه ثمة فرق بسيط بين الشعوب وحكامها في مجتمعاتنا العربية،فشعوبنا رغم انه لا حول ولا قوة لها غير صبرها وأمالها ترنو إلى ذلك مع فقدان اليد السحرية التي تأخذ بها لتنهض وتقف في وجه تلك "الاردة"،بينما حال الحكام عندنا كمن يملك كل شيء ولا يملك حرية التصرف فيه.
قال الفيلسوف الانجليزي "جورج بيرناد شو" الذي كتب مقالة رائعة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنهاها بقوله:"لو أن محمدا قام من قبره لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجانا من القهوة"، هذا الرجل الذي أحب الإسلام من بعيد دون إسلامه واثق مما يقوله،أتساءل وأكيد كثيرون معي ماذا قدمنا نحن لنبينا ،نحن امة هذا النبي العظيم بشهادة من رب كريم :"وانك لعلى خلق عظيم" نبيع أنفسنا وضمائرنا وأوطاننا ونحسب أنفسنا مثقفين مواكبين التقدم ،ونحن أذيال يجرونها لتعلق بنا حثالتهم ونمسح من ورائهم أو نلقف من خلفهم ما تركوه من قذارة وفضلات.
هكذا هو حالنا ولكننا للأسف لم ننفض الغبار بعد عن الحقيقة المرة التي نعيشها لأننا وبكل أسف كسالى يتعبنا حتى نفض الغبار عن أنفسنا وعقولنا،لأننا نأبى مواجهة الحقيقة ورسم معالم خوض معركة التغيير،بل وكما قال الشيخ" محمد الغزالي" :"ليس الوقت وقت البكاء على الأطلال ،بل الوقت وقت التغيير".
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=334432217115515&id=103622369714881
دائما نحن العرب مشكلتنا أننا لا نعتبر من تجاربنا السابقة ولا نستفيد منها،ورغم قسوتها فإنها لا تترك فينا أثرا يذكرنا دائما بما عانيناه،بل ننسى مآسينا،أفكارنا غزتها الحضارة المتفسخة المتبجحة،لغتنا حطمتها اللهجة الإفرنجية المكسرة ،ثقافتنا جرّتها تفاهة "الهيب هوب"،لنصبح فعلا متشردين فكريا وثقافيا على تشردنا الوطني والقومي،وننسلخ من عروبتنا وانسلاخنا من جلودنا ودمائنا وأحاسيسنا،حتى أرواحنا لم تعد نقيه تفوح منها العروبة،بل أصبح خليطا من أجناس أرواحها مختلفة عنا .
نحفظ شريطا واحدا نتداوله بيننا دائما؛نفع شعارات التنديد والشجب،نؤلف الحكايات والخواطر،نقيم مؤتمرات للشعر ونعرض لوائحا ولوحات مختلفة نظهر فيها تعاطفنا وألمنا لما يحدث في فلسطين والعراق،في لبنان وسوريا،في اليمن ،في أفغانستان ..في كل بقعة من بقاع الأرض التي تشهد انه" لا اله إلا الله،وان محمد رسول الله".

قد نقنع أنفسنا بالتبرع بمالنا ودمائنا لضحايانا،ولكننا ننسى بأننا نحن من تسببنا في موتهم وماساتهم،ثم ما فائدة كل هذا وذاك؟ ماذا استفدنا من أعمالنا هته التي نعتبرها بطولات في نظرنا، دون أن تحرك ولو مثقال ذرة في نفوس العالم الذي ينظر إلى صراخنا واعتراضاتنا،أو حتى أولئك الذين مارسوا طقوس حبهم لنا بطرائقهم الفريدة.
 يكفي هذا، فأنا الآن أندد وأرفض كل هذه الأوضاع!؟؟
                                                         

Wednesday, 22 April 2020

تقاليد جزائرية - Algerian traditions || طعام المشروب ||





   المشروب طعام تقليدي، يُطمر داخل جوف الأرض، يغذي الجسم، ويحفظ صحة الأبدان


    بعد إنتهاء موسم جني المحاصيل، يجمع الفلاحون وأهاليهم أنواع الحبوب والبقوليات التي قاموا بحصدها، وفي مكان يشبه البئر، يقوم أفراد العائلة بحفره وتهيئته بشكل مدروس، وعبر تقنيات خاصة، حتى يصبح جاهزا لتخبئة بعض القمح، تملأ المطمورة بالقمح عن أخرها، وقد يصل عمقها إلى الأربعة أمتار طولا وثلاثة عرضا.
https://m.facebook.com/cuisinedemanel/photos/a.485784414776942/534859323202784/?type=3

    تستغرق عملية طمر القمح لسبع  سنوات. يصبح القمح خلالها بني اللّون، وكل طبقة في المطمورة يأخذ القمح فيها شكل وطعم ولون مغاير على الطبقة التي بعده، - والمطمورة- مخزن يُحفر في قاع الأرض، كالبئر، ليست عميقة كالبئر، تخزن فيها الحبوب والغلة. 


   نخرج القمح الذي يكون في الطبقة الوسطى أو فوق الوسط الأعلى القريب من فتحة المطمورة.
   نغسل ذاك القمح، نوزعه في الهواء على أشعة الشمس حتى يجفّ، ثم نذهب به إلى المطحنة لطحنه حتى يصبح دقيق.
   قديما كانو يطحنونه في البيت بالمطحنة التقليدية، بعدهاب تقوم أمي بفتله وتجهيزه، بعد تجفيف الطعام المفتول يصبح لونه بني شوكولاطة، ومذاقه مختلف تماما على أي نوع من انواع الكسكسي الأخرى، وطعمه فريد، لذيذ جدا، من الأفضل دهنه بزيت الزيتون. ويصاحبه مرق بخضار، وأيضا مع لبن.
   أنا أحبّه مع مرق بالكابويا الحمراء "اليقطين" ومع اللبن أو الرايب، إنه ممتاز، مغذي ومفيد جدا للصحة، ولأمراض البطن والعظام.
   هذا هو كسكسي أو كما يطلق عليه "طعام المشروب" باختصار!

   In a place that looks like a well.

Toast This wheat is in the middle layer or above the upper center of the slot.

   We wash this wheat, we distribute it in the open air.

   My mother works with pattles, becoming a beautiful color for any other couscous.
    its taste is unique, very delicious, preferably olive oil. And accompanied by broth vegetables, with milk.

   I prefer it with red kabuya broth and pumpkin and with yogurt or raib, it's excellent and délicieuse.

#تقاليدنا
#تراث
#عادات_أجدادنا
#أكلات_شعبية

Friday, 17 April 2020

علي عزة بيجوفيتش، الرجل الذي عاش على مبدأ..إقتباس

في كتابه #هروبي_إلى_الحرية
يتحدث #علي_عزّت_بيجوفيتش عن زهرة #الهندباء، تلك النبتة الغريبة والمبهرة والملهمة في ذات الوقت.



   إنها تجسّد صورة الصراع والتحدّي من أجل البقاء والإستمرار والنمو أبلغ تصوير!
   كيف أنها تملك مظلّة تستطيع بها التحليق في الجو، وتنتقل من مكان إلى أخر في مواجهة الريح، وكل الظروف الطبيعية أيام شهر أيار، لتنبُتَ من جديد. معلنة عن رحلة البحث عن النمو، والبقاء، والتشبث، والإستمرار، رغم كل تلك الظروف المحيطة بها!
   ألا تشبه مظلتها قناعاتنا وأفكارنا الإيجابية، وتلك الطاقة المتوهجة الكامنة داخلنا، والتي تدفعنا إلى المكابدة من أجل البقاء؟
إنها مثال أثّر فيَّ أشدّ التأثير.


https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=113981836805958&id=106939047510237

   ومثلها نبتة متسلقة من فرجينيا تمتلك خاصية مميّزة ورهيبة أيضا تسمى الربطة أو العقدة، تنتظر أن تجفّ فتهتز،ّ فتنفجر تلك الربطة أو العقدة، فتلقي بالبذور بعيدا عن النبتة الأم!
إنها تخبرنا بأنه علينا أن ننطلق، ونتحمل المسؤلية تجاه أنفسنا أولاً، ونواجه، ونتحمل كل تلك الآلام من أجل لحظات مثل هته، نعلن فيها أن رحلتنا في الحياة قد بدأت.
 معظمنا يحتاج إلى درجة من الوعي حتى يصل إلى حقيقة أن الله هو المدبّر ولا يمكن أن يكون كل هذا مجرد #صدفة.
ويردف بيجوفيتش مثلا إسبانيا جميلا يقول " الحذوة التي تقرقع ينقصها مسمارٌ واحد".

رائحة الحقل في القميص الأبيض




#قصيدة

رائحة الحقل في القميص الأبيض | مريم حيدري | إيران

https://www.facebook.com/meryam.haidari


عَلى غيرِ عادتِهِ


يلتفِتُ المَاضي نَحوي

يتنَفَّسُ مِن هواءِ اليَوم

ويَسيرُ مَعي في شوارعِ الجَزَائِر

المدينةُ الصَائِمةُ حُفرةٌ مَليئَةٌ بِالكلِمَات

يقِف ويستلُّ مِنها: غُيومَ الطّريقِ فِي الهَاتفِ المَحمُول،

يَدِي وهيَ تَبحَثُ عَنكَ فِي السَّرير،

رائحةَ الحَقلِ فِي القَميصِ الأبيض،

ذاكرةَ الكُرسيِّ الأصْفَر،

وصوتَك الّذي يبْتعِدُ وَيَعِد


يَحمِلُها إلى حَافةِ الزَّمنِ الآتِي

يَنثُرُهَا أمَامي

ويَعودُ إلَى الوَراء.
2
أحلامٌ تَهرُبُ مِن قَبضَةِ اللَّيل

وتُفاجِئُني فِي الأزِقَّةِ المُظلِمَة

غِيلانٌ بِلِحَىً طَويلةٍ وبَنادِق، سَيَخرُجُونَ مِن الشّاشَةِ

ويُطلِقونَ النَّارَ عَليّ

شَرنَقَةٌ تُصبِحُ بِحَجمِ مَدينَةٍ

ولا تَنكَسِر

حَشَراتٌ تَدخُلُ السّاعاتِ

وتُعيدُ العَقارِبَ الجَارِحَةَ إِلَى الوَرَاء

صُوَرٌ تَتَدلَّى مِن حَبلِ أيّامِي بِارتِعاشَةٍ مُقلِقَة

وأصوَاتُ مَن يَسأَلونَنِي بِحُزنٍ، طَوالَ الوَقتِ: لِماذَا؟ لِماذَا؟

يَكفِي فقَط أن تَفتحَ البابَ الزُّجَاجيَّ

بِالقَميصِ الأَسوَدِ

تَتَقدَّمَ

وتَمُدَّ يدَكَ لِلتَّحيِّةِ

فَتَنغَمِسُ فِي سُكونِ المَاءِ

ليَذوبَ هَذا العَالَم.
3
أمُدُّ يَدِي فِي الهَواءِ

أُمسِكُ بِكَلِمةِ الذَّاكِرَةِ

كَلِمَةِ الفَرَحِ،

البَيتِ،

الحَافِلاتِ الّتِي تَنقلُنَا مِن مَدينةٍ صَغيرةٍ إلَى أُخرَى،

أُمسِكُ بِكَلِمِةِ الصُّبحِ،

نَومِكَ

وصَوتِ المَاءِ الدَّافِئِ

بِشَمسٍ كَبيرَةٍ فِي أَزِقّةِ الأَهوَازِ

بِحُلمٍ يَجرِي كُلَّ لَيلةٍ فِي طُفُولَتِي

بِكَلِمَةِ السَّفَرِ

أُمسِكُ بِالكَلِمةِ الَّتي هِيَ اسْمُكَ

وأَكتُبُ: لَا شَيْء.
4
الوقتُ مُبَكّرٌ لِلسّرَابِ

ولِلوَهمِ أن يَأتي بِأسبابٍ بَسِيطةٍ،

ليَدخُلَ البَيتَ

الشَّمسُ غَيمةٌ نَاصِعَة

والضَّوءُ ظِلَالُ الشَّبَقِ عَلَى الصَّباح

نَهدَايَ زَهرَتَانِ بَرّيَّتانِ بَينَ الحَرِيرِ

وحَقيبةُ السَّفرِ قَريَةٌ هَادِئَة.

هكَذَا

أخَذتُ ألهُو بِالكَائِناتِ السَّعيدَةِ

ونَسِيتُ أن أُغَطّيَ الظَّهيرةَ بِالشَّرْشَفِ الأزْرَقِ

كَي لَا تَخدِشَها يَدُكَ القَادِمَةُ مِن البَعِيد

لِتُغلِقَ البَابَ

وَتَهبِطَ بِهُدوءٍ فِي المَصعَدِ،

ثُمَّ تَسيرُ بَینَ الأَبرَاجِ والمَرْكَباتِ

وتَنسَى عَالمِيَ الصَّغيرَ

وحيداً

فِي الطَّابقِ السَّابع.


Thursday, 16 April 2020

عن الحجر المنزلي، ماذا سيفعل بنا كوفيد_19؟

أحبّائي:

 أيها الناس الذين أحبهم جميعا دون إستثناء، أهلي أحبتي، أصدقائي، ورفاق الدرب.

   أنتم الذين تقاسمت معهم حلو الحياة ومرّها، أنتم الذين كتبت معهم محطات من حياتي ولازلت أفعل إلى النهاية.
أنتم جميعا، حتى أولئك المهملون، المتغافلون، الناسون، وحتى المزعجون، مالضير أن نغيّر عاداتنا السيئة قليلا ونحاول أن نُحَسِّن من قبح العالم بعض الشيء!؟


    أن  نرسل رسائل إطمئنان نسأل فيها عن بعضنا البعض، بدل تلك السلبية التي يضجّ بها عالمنا في كل منبر، وكل تلك  الأخبار الموجعة التي تنتشر كالنار في الهشيم، وأولائك البائسون أعداء الفرح، الذين ينثرون سمومهم ويرسلون قذارتهم عبر مسالك الحياة.
    الألام  أصبحت متاحة بكثرة، لا داعي لتذكيرنا بها في كل لحظة، يكفي ماتنقله وسائل التواصل الإجتماعي، ومحطات التلفزيونات عبر العالم.
   حقا تعبنا من الوضع، لم يعد يجدي نفعا مسايرة الوضع، نحتاج لتغيير الكثير من الأمور، وأن نخرج من هذا الواقع المريض، الموبوء بإتعاب أرواحنا أكثر مما ينبغي!

أتكلم عن نفسي

  منذ شهور لم أخطُ خطوة واحدة خارج أعتاب بيتنا، لم يعد بالإمكان فعل ذلك، فها قد حلّت علينا فاجعة الجائحة، وفرض الحجر المنزلي للوقاية من فيروس فتاك لا يرى بالعين المجردة، لكنه لا يفرق بين أحد، يصيب الجميع ويفتك بأرواح ضعاف المجهاز المتاعب.
    كل تلك المرات التي خرجتخفيها منمالبيت خلال الأشهر الماضيةالم تكن سوى تلك التي كنت أرافق فيها أمي إلى المركز الصحي لتكمل متابعاتها عند طبيب الأسنان، فيفالأيام الأولى لإنتشار فايروس كورونا، وقبل أن يفرض الحجر المنزلي.
   والمسافة بين المركز الصحي  وبيتنا على بعد خمسة دقائق، وفي منطقتي لا يمكن للمرأة أن تعرج مثلا على محل من المحلات على رغم تنوعها! يعني كنت أقطع المسافة دون أدنى إلتفاتة لأي مكان آخر.
   في مرة واحدة  من المرات طلبت من أمي أن نعرّج على بيت عمتي لزيارتها، البيت الوحيد تقريبا الذي أزوره في منطقتي، وما سواه لا أعرف شيئا في المنطقة التي أسكنها، إلا منزلا أو أثنين لأقاربي، ولو طلب مني التجول في أحيائها حتما سأتوه في ركن من أركانها!
    عمتي الوحيدة التي بقيت لي من رائحة #أبي رحمه الله ورحم عمي وعمتي الثانية، عمتي التي نزورها لا تتكلم ولا تتحرك إلا ببعض الحركات الخفيفة جدا في سريرها، فقد ساءت حالتها بعد أن فقدت أبي قبل خمس سنوات، هو أخوها وسندها ورفيقها وحاميها بعدما فقدت زوجها وتيتم أطفالها.
ومن كأبي!

"وكانت أليسا قد علقت على الصورة قائلة "انظروا من وصلنا أخيرًا ورأيناه اليوم؛ أنا لن أدعي أنني صرخت مثل الأطفال عندما رأيته ذاهبًا إلى العمل؛ إننا نفتقده؛ لكننا نقوم بما يجب علينا فعله".

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1299514836911981&id=100005604314773
    مات أبي وهي داخل غرفة العمليات قد شق صدرها ووضعت لها آلة تنظم دقات قلبها التي أصبحت ضعيفة، يومها لم نخبرها أن أبي مات، بعد أسبوع عادت إلينا، وكانت قد رأت مناما، لم تسأل عن شيء، كان بيتنا يعج بالناس من أقاربي، كانت أسابيع مهيبة، لا شيء سوى البكاء والدموع والعيون الشاخصة، والصمت. عانقتني وبكينا، كتمت دموعي وحزني رأفة بحالها، كنت أنا التي واستها!
    ثم ماتت عمتي أختها الكبرى والوحيدة، ثم يموت عمي وزوج إبنتها في يوم واحد!
   يومها صمتت عمتي الجميلة ذات البشرة البيضاء مثل الكريستال، وصاحبة القوام الممشوق، والصدر البارز، والجسم الجميل، عيناها لوحدهما حكاية، فهي التي ورثت زرقة عيونها وقوة شخصيتها من جدّتي لأبي رحمها الله. جدتي
كانت سيدة قومها وزوجة السيد #سي_سعد من أشراف القوم الكل يأتمر بأمرها، والكل ينتهي بنهيها، والكل يناديها #لالة_أم_السعد، والكل يكنّ لها الإحترام والتقدير المطلقين.
      ذهبنا لرؤية عمتي، جلسنا معها بعض الساعات، وكان الحديث إليها مجرد إيماءات منها بعينيها الجميلتين، ووجهها المبتسم رغم وهن المرض، أكلنا ومزحنا معها رغم كل تلك الألام، كانت نبتسم دائما، بوجه راضي يسرح طويلا ويتلاشى في الصمت المطبق أحيانا.
أما أمي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=781593122247656&id=100011909255903
   عدنا أمي وأنا إلى البيت، أمي تلك  المكافحة جدا، والتي لا تقلّ قصتها زخامة بالأحداث من قصتة عمتي.
   من يومها لم أخرج، مر أكثر من شهرين على آخر يوم خرجت فيه يوم زرت عمتي، جاءت أزمة #الكورونا، لم أستطيع الخروج من البيت، فلا داعي لذلك، لا عمل لي خارجه، ولا مكان أذهب إليه، لا مصالح ولا حتى للسوق، رغم حاجتي لشراء الكثير من الأشياء الضرورية التي تنقصني وأحتاجها كفتاة.
   كنت ولازلت أصبر، وإن شعرت بالضيق والحزن أكتفي بالبكاء تحت لحافي أو بعيدا عن أعين أمي.
في خضم ما يحدث، وبما أن الهاتف هو المسلي والرفيق الوحيد لي، ومصدر تعلمي، وإستفادتي، مع بعض الكتب وأدوات التطريز، أجده مليئا بكل شيء، أستطعت أن أخلق عالمي الخاص في تعلم الحرف، والقراءة من الأنترنيت بواسطته.
   في كل هذه الأحوال لا أفتقد شيئا سوى الأمان الذي رحل يوم فارقنا أبي، لا أفتقد سوى تلك الوداعة التي تغمر بيتنا، يلفنا المساء ببرودة شتاءاته، وتغمرنا حرارة الموقد الذي يلتهم برد أجسادنا ليدفئ أرواحن، فتتكون تلك الراحة في كنف العائلة، إنّه أبي المكافح الشرس الذي نجا من موت محدق عدّة مرات، قاسى تعب المرض، وغدر المحيطين به، وإحباطات الحاسدين، لكنه لم يستسلم، بل راح بوداعة رجل عارف مختبر للحياة، ومغامر يخوض المعارك  دون هوادة.
أبي أيّها الحببب باقٍ أنت في قلبي.


Tuesday, 14 April 2020

آلة الطار

من إطار خشبى وقطعة جلد رقيق إستطاع العرب القدامى من صنع آلة موسيقية عريقة، يختل التوازن الموسيقية بدونها إنها الدف والرق، وفي شمال إفريقيا يطلقون عليها إسم الطار.


   الطار أو الدف أوالرق،  آنواع من آلات  الإيقاع الشرقى الرئيسية تُعزف بطرق مختلفة ابتداء من الهز والشخشخة، إلى الضرب بأصابع اليد بإيقاعات منتظمة، تلعب هذه الآلات دورا مُهما فى الموسيقى الشعبية والموسيقى الكلاسيكية في البلاد العربية.

   ابتكر العرب آلة الطار خلال عصر الإسلام وإزدهار الحضارة العربية، وجِدَ منقوشا على كثير من الآثار الإسلامية العربية المختلفة، كالتحف المعدنية والخشبية وحتى العاجية وفي المخطوطات القديمة.
 

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1773440959340664&id=100000243300480


   ظهرت هذه الآلة فى العراق، خلال القرن الخامس عشر الميلادي، حيث استعمل الرق مع الناي فى حلقات الذكر عند المشايخ والدراويش المتصوفين.
كما أن العرب الجاهلية عرفوها باسم الصنج، ومن المعروف أن النابغة الذبياني سُمي “صناجة العرب” لأنه كان يقرأ شعره على قرع الدفوف، وفي رواية أخرى لما يتميز به شعره من إيقاع عالٍ.






هذه الآلة إيقاعية مستديرة الشكل لها شكل إطار من خشب خفيف مشدود عليه جلد رقيق للأغنام أو الماعز، يُصنع غالبا على هيئة إطار من خشب خفيف مشدود عليه جلد رقيق. ويسمى بالرق إذا زَيّنت جوانبه صنوج نحاسية صغيرة لتحلية نقرات الإيقاع، وهو نوعان أحدهما مربع، والآخر مستدير، وهو الغالب.


وهي آلة موسيقية قديمة، ذات غشاء واحد وممدود، يبلغ قطره حوالي 26 سم و يحتوي إطاره على خمس حزوز يعلق في كل حزة زوجان من الصنوج الصغيرة المعدنية المصنوعة  من النحاس.

الضرب على آلة الطار، مهم جدا في العمل الموسيقي

يمسك الموسيقي أو الطرّار، آلة الطار بين الإبهام والسبابة، عموديا، ويضرب بالأصابع الحرة لنفس اليد حافة الآلة أو يَقرع الصنوج بينما تُضرب أنامل اليد الأخرى على الجلد، فتنبعث بذلك أصواتا واضحة، رنانة على المحيط وخفيفة وسط الآلة!

يؤدي الطار دوره في الأجواق الكلاسيكية مثلما يؤديه في الفرق الشعبية، ويمكن أن يستعمله الرجال والنساء على حد سواء.
ويعتبر الضارب عليه موسيقيا مهما للغاية، فهو المؤقِت الموسيقي للجوق , إذ أنه يُعيِّن الاقاع بالضبط.

أمّا في بلدان المغرب العربي، وفي الجزائر على وجه الخصوص، فقد دخلت هذه الآلة عن طريق العرب المطرودين من الأندلس، حين بدأ يُستعمل في كل الحفلات التي تحييها الأجواق النسائية "المسمعات" بنفس الطريقة التي تستعمل بها الدربوكة.
ويمكن اعتبار الدف أو الطار أشهر آلة موسيقية في المنطقة، ومن بين أنواعه، نجد:
- الرحماني: وهو طبل كبير، يضرب باليد. يصنع من جلود الحيوانات التي تشد على تجويفين من الخشب.
- الجاسر: طبل صغير يضرب بالعصا، يصدر صوتاً عالياً وحاداً يسمعه الناس من مسافات بعيدة.
- الطاسة: قطعتان من النحاس الأصفر على شكل نصف كرة، حوافهما مسطحة، يصدر الصوت عندما يصطفقان ببعضهما بعضاً.
بالنسبة لآلة البندير فقد تراجع استخدامه في الكثير من المناسبات ،خصوصا قبل تسعينات القرن الماضي.
هذا التراجع المسجل في الكثير من ربوع الجزائر، يفسره المهتمون بغزو التكنولوجيا الحديثة، من هواتف نقالة تصدر ألحانا وموسيقى، و أجهزة التسجيل. و لا يزال استخدام البندير منحصرا على بعض المناطق كالأوراس و خنشلة و أم البواقي و باتنة والجهة الشرقية للبلاد.

يقول أحدهم: " كنا في السابق ندرس الموسيقى خصوصا في التعليم المتوسط، و كان أستاذ المادة يقدم دروسا حول كل آلة من حيث الشكل و مواد صنعها وطريقة العزف عليها باعتبارها تعزز الانتماء للوطن و التراث، ومن واجبنا الحفاظ عليها من الضياع مثل باقي الشعوب الأخرى التي تفتخر بموروثها الثقافي و الفني في مناسبات عديدة".

رحلة آلة الطار وإنتشارها عبر كل قارات العالم، أوروبا، آسيا، وأمريكا اللاتينية

بالعودة إلى آلة الطار أو الدف بشكل عام، وانتشارها عبر بلدان العالم، فإنه قد تم وبعد فترة نقلها من الشرق إلى أوروبا، الأمر الذى أكدته العديد من اللوحات الفنية الأوروبية، والتى أوضحت كيف استعمل الأوربيون الرق، لتدخل بدورها فى الأوركسترا ولكن استعمالها قد اقتصر على المقطوعات التى تُعبّر عن جو شعبى أو عربى أو أسبانى أو غجري.
    من الآلات المشابهة للطار أو للدف والرق آلة "بانديرو" المستخدمة فى البرتغال والبرازيل، وآلة "بوبين" باليونان، وآلة "داييريه، وريبانا"، بدول جنوب شرق آسيا، و"رابانا" فى سيريلانكا، وتستخدم " كانجيرا" بجنوب الهند.
   وتبقى الآلات الموسيقية القديمة من أجمل الأشياء التي تصنع الفرحة والبهجة والحنين في أعراسنا، وتصنع تراثنا وتاريخنا الحضاري بإختلاف طبوعه، وتنوع مناطقه، عن الآلات التي تصنع #أفراحنا، ومناسباتنا الجميلة، عن المسرات، وتلك اللمة الجميلة التي تصنعها الآلات التي نمسكها باليد لنضرب عليها، وكأننا نعلن عن فتح قلوبنا الفرح. .

Monday, 13 April 2020

قصص

📎 #قصص:

    ⁦⁦⁦🖋️⁩ عصفورين وصمت



   أتذكّر عندما اصطدم العصفور ذو الجناحين الزرقاوين بزجاج النافذة وسقط مغشيا عليه من شدّة الألم؟ فتحوّل شُبّاك بيتنا إلى بيت عزاء للعصافير التي وقفت في طابور فوق حبل الكهرباء الذي يوصل الإنارة للبيت!

    أنا اليوم ذلك العصفور الذي سقط مغشيا عليه من كثر الخييات التي توالت على قلبي مذ أن تركتني وحيدة أتخبّط وسط صمتك القاتل الذي يشبه زجاج نافذة بيتنا.

    لم تخرج من العصفور دماءه لتعلن حالة موته، وبقيت داخل رأسِه، وأحزاني كذلك بقيت قابعة داخل روحي ترهقني في كل ثانية حين أتذكّر صمتك، وحده صمتُك من يصنع المشهد.

   أفنت حياتها كجسر عبور، إمتطاه أولادها واحدا تلوى الآخر! ما إن أنجبو الولد الأول والثاني، حتى بدؤوا ينسلّون كطعنة خنجر تطعن قلبها الصابر.
    ليحدودب ظهرها ألما وهي تودّعهم مثل أفراخ عصافير، ما إن نبت زغب أجنحتهم وتعلّموا الطيران، حتى نسوّ عشّ والدتهم، ونسوّ الحَبَّ الذي كانت تلقيه في أفواههم مع الحُبِّ، متناسين أن هذا الجسر قد أرسى أساسه لرعايتهم منذ أن بلغت سن الخامسة عشر!
   كان ذلك الجسر كرونولوجيا حياة أمي.💔


 مَرّ العام سريعا، يخطف هدءةَ الرّوح في لمح بصر.

🍁🍁🍁

كأنّه الهُدهُد يرمُش، في عرش بلقيس لم يترك أثر.

🍁🍁🍁

يادهرُ تمهّل رفقا بأرواحنا، فالقلب شغلته الخطوبُ فعثر.

🍁🍁🍁

والنفس قد غدت توّاقة، لراحة تنسيها بؤس الزمان الكدِر.

🍁🍁🍁

Sunday, 12 April 2020

كورونا فايروس والتحول في جوانب الحياة

سياحة، تعليم، متاحف، مفتوحة إفتراضيا للناس من بيوتهم… كورونا فايروس يفرض خدمات ووظائف جديدة عبر الفضاءات الإلكترونية


برامج تدعو لاستكشاف التاريخ والقيام بجولات افتراضية ..وتلقّي المعلومة والعمل عن بعد، فقط قم بالتسجبل واستخدم هاتفك أو حاسوبك الشخصي، أو التلفزيون.



مَرَّ أكثر من  ثلاثة أشهر على انتشار فايروس كورونا المعروف ب كوفيد 19.  وبعد أن اكتسح معظم دول العالم، دون إستئذان، وخلّف وراءه العديد من الضحايا، وجيوش من المتصدين له من أصحاب البدلات البيضاء، هاهو العقل البشري يحاول بشتى الطرق،  أن يحافظ على أدائه العقلي، وُيعِمِل تفكيره بعيدا عن ما يكمّم أفكاره، ويدخل في حجر فكري يضاف إلى الحجر المنزلي الذي فرض عليه عنوة جراء هجوم هذا الوباء.
  البرامج المختلفة، المتنوعة، التي أطلقها الكثيرون ممن كانوا يقومون بأعمالهم بشكل طبيعي من مكاتبهم، هاهم اليوم يرسلون عبر منصات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، برامج متعددة ومتنوعة، محاولَة لدفع عجلة الحياة إلى مواصلة المسير.
 برامج وأعمال ومبادرات وسلوكيات، ومواد دسمة جديدة،  تدخل حيّز التطبيق، قد هجمت هجومها الكاسح ودخلت معظم بيوت الجزائريين على غرار سكان المعمورة، ضاربة  بذلك عرض الحائط كل العادات والتقاليد والأعراف التي تربى وتعود عليها المواطن، لكن يبدو الأمر جيدا من عدة نواحي!
كتب أحدهم على صفحته أنه إذا كان وباء كورونا قادر على تعطيل الجسد، ودفع مفاصل الحياة العامة والخاصة إلى الضمور والشلل، فهو غير قادر إطلاقا على تعطيل العقل، ودفع الخير للجفاف، والرغبة في القراءة والكتابة إلى الإختباء وراء كمّامات الصمت الأحمق.
البقاء في البيت أصبح يشكل الدرع الحامي والواقي الوحيد لسلامتنا، وإمكانية إستمرارنا على قيد الحياة، لذلك وجب علينا الحذر، وخلق فرص جديدة لنكسب هذه الحياة داخل منازلنا، ونستمتع بتواجدنا هناك مع أهلنا وأحبّتنا، فالعلم والتكنولوجيا يجب استغلالهما أحسن استغلال في ظل هذه الظروف، بدل أن نعلن هزيمتنا أمام هذا الكائن اللامرئي، الدخيل غير المرحب به بتاتا، كورونا!



على سبيل المثال نأتي للحديث عن القطاع الحساس وشريان الحياة بالنسبة لكثير من الدول، السياحة التي تقوم عليها اقتصاديات عديد الدول، وبسبب هذا الفايروس الذي استطاع دخول بلدان العالم، والسفر عبر القارات في أقاليم عدة، دون حاجته إلى جواز سفر، أو تأشيرة أو حتى إنتظاره لختم يسمح له بالدخول، فقد دعت الكثير من منظمات السياحة في العالم ووكالات السفر، الموطنين الالتزام بمنازلهم، والمكوث داخل بيوتهم إلى أن تنفرج الأزمة، غلق مجال الطيران الجوي والبحري وحتى الحد من الحركة داخل المدن، كبّد شركات النقل خسائر فادحة، تسبب في تقليص عدد العمال وتسريح الكثيرين منهم بشكل دائم أو مؤقتا، فقد لقي الكثيرون أنفسهم بدون وظائف جراء إكتساح الوباء المستجد.
شركات أخرى أعلنت إفلاسها، ووقوف حكوماتها عاجزة أمام صد هذا العجز والإفلاس، منظمة الطيران العالمي تتوقع خسارة أكثر من 29 مليار دولار، المطاعم  والمقاهي على تنوعها تغلق أبوابها أمام روادها، الفنادق أغلقت أجنحتها وألغت حجوزاتها، فنسبة الطيران إنخفضت إلى 6%، بعدما كان متوقعا وصولهة إلى زيادة 4٫8% قبل كورونا.

مما جعل الكثير من الوكالات والشركات تطلق خدماتها عبر منصات التواصل الإجتماعي وخلق خدمات جديدة، على غرار نشر صور لمناطق طبيعية، والحديث عن معالم أثرية، متاحف وجهات سياحية، وتشجييع المتصفحين، على إختلاف مستوياتهم الثقافية، بعدما أصبح الكل تحت رحمة الحجر المنزلي، على القراءة والبحث وزيارة المعالم والمناطق إفتراضيا والمشاركة في مسابقات لنشر الإيجابية، والترويج عن النفس، للتخفيف من التوتر النفسي والإضطراب بسبب الهلع والفزع الذي سبّبه  إنتشار الفايروس.


https://www.almentor.net/

أما الحديث عن التعليم، فبعدما توقفت المدارس والجامعات، والكورسات والندوات، وعُلِّقت الدراسة إلى أجل غير معلوم، وبعد أن أعلنت الكثير من الدول إنتهاء الموسم الدراسي مبكرا، وجد الكثيرون متنفسا في التعليم الإلكتروني، وعن بعد. منصات عدة على غرار قوقل ومنصة إدراك، كورسيرا، وغيرها، مراكز تدريب أيضا، الأستاذة حميدة بوديني  أخصائية نفسية وصاحبة مركز تدريب بعين البنيان، معظم نشاطاتها وأعمالها تستوجب الحضور الشخصي للمتدربين ترى أن التعامل مع الأمر تطلب منها تحديا كبيرا لمواصلة مهامها من البيت، فكانت لوسائل التواصل الإجتماعي الدور البارز والكبير، في تلقي طلابها ومتدربيها موادهم التعليمية، وتلقي الإستشارات والدروس.
فقد كان لمجموعات أنشأتها عبر الهاتف أو تطبيق مسنجر وواتساب  أهمية كبيرة في مواصلة متابعة الحالات التي كانت تعالجها، في حين تكون المتابعة عبر سكايب الحالات التي تستدعي رؤيتها.
وتضيف أنّه بالنسبة للدرات فحتما لا يمكن أن تقيمها أونلاين وتطلب من الراغبين في حضورها أن يدفعوا مبالغ مالية، لأننا جميعا في وضع خاص، الكثير بقي بدون عمل، ويحتاج للتزود بالغذاء والرعاية الصحية، وبالتالي لا يمكنه دفع مبالغ لدورات تدريبية.
الكل بحاجة لأن يتجنّد من أجل مواجهة هذا الواقع الجديد، فلا بأس للطبيب والشرطي والحارس والأستاذ والمحامي، و عامل النظافة و مدير الشركة، أن يحاول هو أيضا بدوره أن يحسن من مهاراته ويعدل من سلوكياته، يتعلم لغات جديدة ويغذي معارفه، وذلك لمواجهة هذه الطفرة النوعية في تاريخ البشرية، علينا جميعا أن نقوي مهاراتنا لتتظافر جهودنا في التصدي للخطر ومجابهة الوباء.
كما أن هذه المنصات أطلقت مجموعة من الكورسات والمواد التعليمية أغلبها مجانية لمساعدة الناس على تعلم مهارات جديدة، وتطوير الذات، مواد تعليم لغات، واكتساب خبرات جديدة، التعبير عن ذواتهم وممارسة هواياتهم، والإستعداد لما بعد كورونا، فحتما هذا الوضع الذي خلقه التضييق جراء استفحال الفيروس في عرقلة شريان الحياة، وممارسة الناس لنشاطاتهم، حتما سيخلق نمط معيشي جديد، بدأت تظهر معالمه في عز الأزمة.
ففي الأسبوع الماضي في السادس عشر مارس كتبت  المحرِّرة الأَدبية “ليزْبِت آرمان”Lizbeth Arman في جريدة الوقت  Le Temp السويسرية مقالا ذكرَت فيه أَنَّ انتشار وباء كورونا جعل المئات من الناس يقْبلون على رواية “َألبير كامو” Albert Camus “الطاعون” 1947، هذا الوباء الذي ضرب مدينة وهران الجزائرية سنة 1944. وكانت هذه الرواية عنصرًا رئيسًا ساهمَ في نيل كاتبها “نوبل” الأَدب 1957.
الأطفال أيضا لهم نصيبهم من المشهد الراهن لحياة في زمن كورونا، درجة الوعي التي لمسناها عند الأطفال، وما تمخض عنها من تقبلهم لفكرة المكوث لفترات طويلة بالبيت، وإشتياقهم للروضة والمدرسة الأصدقاء الدراسة، وإكتفائهم بما يقدمه معلموهم وكتاب القصص الذين كانوا يرافقونهم قبل هجوم كورونا.
سماح إدريس، كاتب وأديب لبناني يكتب قصصا لأول مرة خصيصا لهذه الفترة بالذات، يسجلها عبر اليوتيوب، ويقرؤها هي وقصص أخرى  للأطفال من وراء شاشة هاتفه.
الحكواتية طفول أيضا كثّفت مجهوداتها، عبر قناتها على اليوتيوب من خلال قراءة المزيد من القصص، وصرحت كاتبة قصص الأطفال سماح أبو بكر عزّت  أنّها ستقرأ قصصا لوحدها دون مشاركة الأطفال معها في تسجيل الحصة، وتكتفي بمتابعتهم لها من وراء شاشات التلفزيون بالبيت.
أما حميدة بوديني فتشارك في مبادرة المدرب الصغير مع مجموعة من المدربين والاستشاريين النفسيين في الوطن العربي، يشاركون الأطفال مواهبهم ويرافقونهم في التعلم، واكتساب مهارات تجعل منهم مدربين صغار قادرين على الإنجاز في شتى مجالات الحياة.



من جهة أخرى ، وفي خضمّ الشلل الحاصل في الحياة الثقافية والترفيهية في العالم نتيجة انتشار هذا الفايروس "كورونا"، قرر محرك البحث "غوغل" بالتعاون مع عدد من المتاحف والمعارض العالمية، المشاركة في الترفيه عن ملايين البشر في بيوتهم، وتم إطلاق خاصية تسمح لمحبي التاريخ والفن بالتجول الافتراضي داخل مجموعة من المتاحف والمعارض واستكشافها بالكامل، ففي معرض أوفيزي بفلورونسا، متحف غوغينهام بنيويورك، متحف فإن خوخ بأمستردام، و متحف بيرغمون ببرلين، وغيرها، يمكنك الإطلاع على الكثير من  المعارض، وزوايا أخرى في المتحف وأنت في بيتك.
كل هذه التطورات تجعلنا نقف على حقيقة أنه بإمكاننا العمل في العديد من الوظائف وإنجاز الكثير من الأشياء العالقة التي تم تأجيلها لأسباب معروفة أو مجهولة، وسواء تعمدنا ذلك أو لكسل فينا، و أنه يمكننا أيضا تقديم خدماتنا، وعرض منتجاتنا وتوصيل معلوماتنا وأفكارنا بالقدر الكافي و لشريحة واسعة من الناس فقط من البيت وبكبسة زر وتركيز لا بأس به في هواتفنا و حواسيبنا.
 فيما سبق لم أكن لأقدر على إقناع والدتي بأنني أعمل من البيت،  و بهاتفي فقط، وعندي وظائف وكورسات و مواضيع عليّ إنجازها وتسليمها في الوقت المحدد لذلك.

فبرتوكول العمل عندها يقول بأنه عليّ إرتداء ملابس الخارج وحمل حقيبتي وقطع مسافات الطريق والتوجه إلى مكان العمل، وإلا فلا يوجد هناك مهنة أو وظيفة، فرؤية الأشخاص يرتدون بيجاماتهم ويستلقون على الأريكة من صالونات منازلهم، أو حتى التحضير لتسجيل حصة إخبارية من غرفة النوم يعد ضربا من الجنون لكثيرين، ولا يمكن إستيعابه، وهاهو قد جاء وقت يمكننا فيه تسهيل حياتنا العملية بعض الشيء، التسجيل بالهاتف وحتى الكاميرا، ولكن من داخل بيوتنا، جنّبنا العديد من المعوقات، والصعوبات والمشاكل التي تواجهنا في الحياة،  كاكتضاض حركة السير في الطروقات، والوصول متأخرا، أو حتى تضييع فرص العمل لمجرد أن المكان بعيد ويحتاج حضورك الشخصي ومكوثك هناك لساعات طويلة، وفي المساء سيصعب عليك العودة إلى بيتك.

هذا الحدث بالرغم مما يحمله من محن ومساويء وسلبيات إلا أنّه عرّفنا على أنفسنا وما يمكننا فعله إن فرضت علينا عزلة ما في مكان ضيق، محصور، وأنه بإمكاننا شحذ الصخرة لتفجر ماء زلالا يروي عطش عقولنا المتعودة على القولبة والنمطية، بعيدا عن التعلم وإكتساب مهارات جديدة داخل حيّز زمكاني ضيق جدا.






Sunday, 5 April 2020

ورود بطعم البرتقال


https://www.instagram.com/p/B-R6ZrBh4el/?igshid=1tjhx2xzmvp0b

ورود بطعم البرتقال



في الصباحات الباكرة تحتضنك نُسيمات الهواء النقيّ الخالية من نفاق البشر، تبتسم لك تغاريد العصافير، تنتقيك ورود المساحات المبطّنة بروح المرح، تلتفت إليك أوراق الخريف المتلوّنة بالبرتقال والشمس، تومئ لك أن التقطني وأكتب على كفي تميمة تحرسك.
تركض أنت بمرح مع خيوط الشمس الأولى، تسابقها لترى نور وجهك مرسوما في الأفق، وتبتسم. تستقبلك رائحة القهوة، تدعوك لتشاركها رائحة الهيل والحب.
ربيعة ماسة حجوج

Saturday, 4 April 2020

المقاهي ذاكرة المدن


المقاه

ي ذاكرة المدن، و كاتمة أسرار الموجوعين والعاشقين 
 


       الحب في القهوة تكوين أبدي، على الأقل القهوة لن تخذلك، ستقاسمك وجع الليل الذي كنتَه، وتعب عيون الصباح بعد بكاء طويل، وحشرجة القلب التائه الذي يبحث عن أمل يحيى.
      لن تجد حضنا أحنُّ من أكواب القهوة الملوّنة بالمرح، تدعوك أن افرح وأنسى ما ألمّ بك من خبث التافهين، من إهمال الغافلين، من خداع الماكرين، ومن زخارف الكلام المنمق في لون التركواز المزيّف.

      يمثّل بنا ويمثّل علينا أشباه الأحبّة، أما الصّادقون مثلنا فيعانون في صمت، يسكبون أرواحهم في كل مرة في تنّور من نار. فتشوى قلوبهم وتتشوّه الذاكرة عندهم ويتيهون. يتيهون بلا عقل وعقل؛ الأول جنون والثاني حتى يستمرّوا على قيد الأمل.

     إنّنا موجوعون حدّ التخمة ولا عجب، إنّنا متولّعون من لظى الصمت حد الهذيان ولا عجب، إنّنا هالكون حد الحطام ولا عجب.

     لا يمكن لكل هذا أن يكون سحرا أو جنونا. لا يمكن أن نضلّ قابعين خلف أيامنا ونوئدُ أحلامنا باستسلامنا.
     اللوتوس وحدها المقهى التي كان يلتقي فيها المثقفون والفنانون والشعراء، بقلب العاصمة الموجودة قريبا من جامعة الجزائر في ستينات القرن الماضي والى غاية منتصف الثمانينات، هي عبارة عن نادٍ ثقافي مميز جمع خيرة المثقفين الجزائريين والجامعيين مشارقة ومغاربة. 
      مقهى “النجمة” بالعاصمة أيضا، قرب ساحة الأمير عبد القادر، ،كان يلتقي فيها بعض المثقفين والفنانين، وهناك مقهى “طنطون فيل” المحاذية لمبنى المسرح الجزائري محي الدين باشطارزي، والتي كانت وما تزال الوجهة الدائمة لرجال المسرح، والكتاب والشعراء ورجال الإعلام.

      مقهى التلمساني واحدة من تلك المقاهي التي لاتزال تحافظ على جذوة نشاطها التي بدأت به منذ أن تأسست، ذلك أنها تختلف تماما عن غيرها من مقاهي العاصمة، فبحكم موقعها الاستراتيجي و الخلاب ، والذي لعب دورا هاما في ديمومتها، فنحن نتحدث عن مقهى كانت ملجأ وملتقى كل المتعبين من البحر والامواج، في المساء يجتمع البحارة والصيادون والملاحين على طاولات المقهى يسردون حكايا البحر، ويعدّدون خطوط الامواج.
      تعج مقهى “التلمساني” بساحة الشهداء، بالحرفيين وصناع الجلود، والزرناجية، تفتح أبوابها صباحا قبل أن ترسل الشمس خيوطها الأولى، ولا تغلق ابوابها الا في الساعات المتاخرة من الليل، في الثالثة صباحا، يتغير الموظفون ليأخذ مكانهم الفريق الثاني، الذي سيبدأ مناوبته في خدمة رواد المقهى الى غاية انبلاج فجر جديد. التلمساني اصبحت مقصدا للفنانين خصوصا بعد الاستقلال والى غاية اليوم.



القهوة سيدة المزاج الأولى


       في باب الواد المدينة العتيقة، كان محبُّو أغاني أم كلثوم لا ينقطعون عن المقهى الذي يحمل اسم كوكب الشرق ام كلثوم، المطربة المصرية. 

     أما العنابيين فيذكرون أن مقر الخطوط الجوية الجزائرية كان يوما مقهى يحمل اسم ”سيليكت”، وفي ذلك المقهى كتب حيدرحيدر روايته نشيد الموت ”وليمة لأعشاب البحر”، في العام 1983.

      في مجموعته القصصية الجميلة ”في المقهى”، كتب محمد ديب عن أجواء المقاهي الدافئة.
      داخل المجموعة ينقل محمد ديب المقهى من فضاء شعبي للثرثرة إلى مكان للتخطيط للثورة ومحاكاة تجارب إنسانية‮ ‬خالدة‮، رسخت في أذهان كل من عرف محمد ديب وتعرف على كتاباته وروائعه، محمد ديب الراسخ في قلوبنا وإلى الأبد. 
وكل فعاليات الحياة تحدث تقريبا في المقاهي،أننا لا نكاد نرى حدثا ما لا يمر من المقهى، كل يقوم بالشيء الذي جاء من اجله هنا، فتجد الكاتب والعاشق والمستفرد بنفسه والساكن تحت حلم مؤجل ينتظر التحقيق.
     انها منصات خاصة ومفتوحة على الهواء على حد سواء، حيث يشعر المرء، بأنه يتبع تقليدا عظيما من الترفيه والإبداع.



      وحينما نأتي لاختلاف المقاهي فاننا حتما، سنرجع ذلك الى الخدمة التي تقدمها كل مقهى، فبهجة المقاهي تكمن في تميز خدماتها وتفردها واحدة عن الاخرى.




     كل مدن العالم مليئة بتلك المقاهي التي يفوح منها عبق التاريخ عبر الزمان، ففي كل جهة من جهاتها الأربع، تتوزع مقاهي بشكل متناسق جميل، وتختلف باختلاف الامكنة والاحياء، وارتباطها بالاشخاص ممن تعودوا على التردد عليها، ليصبحوا من روادها.

الذهب الأحمر الزعفران



الذهب الأحمر،أو الزعفران ..مشروع رائد للمساهمة بنهضة الإقتصاد!




           يعتبر الزعفران من أكثر التوابل غلاء في العالم, ان لم يكن أغلاها على الاطلاق, فيكفي أن نعلم أن ثمن الكيلوغرام الواحد قد يصل بين 30000الى 40000 أورو لنعرف قيمته !!!
          إذن مشروع الزعفران الحرّ من المشاريع الواعدة في الجزائر لا شك, خصوصا بمدن الشرق الجزائري كمدينة خنشلة مثلا.
وقد سمي هذا النبات بالذهب الأحمر لقيمته التسويقية, وهنا سنتعرف على أهم الأمور التي يجب أن نعرفها لزراعة الزعفران وتحقيق أقصى قدر ممكن من الأرباح.

باتنة: زراعة الزعفران.. تجربة ناجحة بإنتاج وفير وطلب متزايد عليه

1-اختيار مكان زراعة الزعفران:
         يعتبرإختيار مكان الزراعة من الامور المهمة جدا لنجاح وارتفاع المردودية، ويجب مراعاة النقط التالية في الإختيار :
الزعفران من النباتات التي تحب المرتفعات المتوسطة، حيث أن أفضل الأماكن التي يمكن زراعته فيها هي الأراضي المرتفعة عن سطح البحر بين 600 الى 1400 متر كما يمكن زراعته في أوساط أخرى لكن تبقى المردودية متفاوتة.
رغم أنه ليس من النباتات التي تكلف كثيرا من حيث مياه السقي، إلا أنه من الأفضل التوفر على بئر أو مصدر آخر للريّ خصوصا في المناطق التي تنخفض فيها متوسط التساقطات المطرية.

          التربة التي نريد زراعة الزعفران فيها من الأفضل أن لا تطغى عليها التربة الطينية، مع نسبة حموضة تتراوح PH = بين 7 الى 7.5
في حالة الزراعة في الجبال ووجود منحدرات، من الافضل انشاء المدرجات لمنع انجرافات التربة ونفاذ الماء قبل سقي الزعفران بشكل جيد.
من الأمور المهمة أيضا عند زراعة الزعفران هي تجنب الزراعة في الأماكن الكثيرة الصقيع أو تحت الاشجار الكثيفة للاستفادة من أشعة الشمس بالشكل الكافي. 

2-الدورة الزراعية المناسبة للزعفران:
           الأرض التي نريد زراعة الزعفران فيها من الأفضل أن تكون قد زرعت من قبل بالبقوليات، كما أنه من الأفضل تجنب زراعة الزعفران في أراضي زرعت بالبرسيم أو البطاطس، لأن لها نفس الأمراض مما يزيد من إحتمالية الإصابة. بهذه الامراض.
وجدير بالذكر أنه من الاحسن كذلك تجنب زراعة الزعفران في أرض زرعت به من قبل، لذلك وجب ترك مسافة زمنية بيين زراعة الزعفران وإعادة زراعته في نفس الأرض من 3 الى 5 سنوات (الزعفران من النباتات المعمرة التي يمكن أن تتجاوز 6 سنوات حسب خصوبة الأرض).  

3-الحرث وتهيئة التربة لزراعة الزعفران:
          الزعفران من النباتات المحبة لتهيئة جيدة للارض، لذلك وجب الحرث العميق قبل الزراعة وتهوية التربة، مع إعادة الحرث وتسوية التربة قبل الزراعة مباشرة، وهذا لتجد بصيلات الزعفران التي سنقوم بزرعها المساحة والوسط المناسب للنمو بالاضافة الى القضاء على النباتات الضارة التي يمكن تواجدها في الأرض.

4-الوقت المناسب لزراعة الزعفران:
          يعتبر فصل الصيف أنسب وقت لزراعة الزعفران في دول البحر الابيض المتوسط، لذلك فإنه من الأفضل زراعته خلال شهر سبتمبر وبداية أكتوبر على أبعد تقدير كما هو معمول به في المغرب الشقيق، وذلك لضمان نمو جيد، مع كثافة كافية لإنتاج كميات مناسبة من شعيرات الزعفران.  

5- كثافة زراعة الزعفران:
         لا يجب زراعة العديد من البصيلات المتزاحمة كما لا يجب تقليلها، لذلك فإن الكثافة المناسبة لزراعة بصيلات الزعفران هي بين 50 الى 70 بصيلة في المتر المربع من الارض أي ما يقارب 3 الى 5 أطنان في الهكتار الواحد.

6-طريقة زراعة الزعفران:
         يمكن زراعة الزعفران على شكل خطوط، في هذه الحالة يجب أن تكون المسافة بين الخطوط حوالي 20 سم وترك مسافة من 7 الى 10 سنتمترات بين البصيلات للحصول على الكثافة التي سبق الاشارة اليها (50 الى 70 بصيلة في المتر المربع).

7-عملية التسميد:
         الزعفران ليس من النباتات التي تحتاج كذلك إلى السماد، حيث إنه يمكن الاكتفاء بالكمية التي سنستعملها خلال الزراعة في السنة الاولى من زراعة الزعفران، ويفضل أن تكون 20 الى 30 طن من السماد العضوي، كما يفضل عدم استعمال الأسمدة الكيماوية للحفاظ على جودة ممتازة وإنتاج طبيعي للزعفران.
        في مقابل ذلك من الممكن إجراء تحاليل سنوية للتربة لمعرفة مدى غناها خلال سنوات إنتاج الزعفران وإضافة السماد العضوي كلما لاحظنا انخفاضا في الخصوبة، ويجب أن يكون السماد العضوي الذي نستعمله ناضجا بما فيه الكفاية، ويستحب توزيعه خلال أول فصل الصيف.

8-كيفية سقي الزعفران:
        عدد مرات الري تختلف حسب نسبة التساقطات في المنطقة ونوعية التربة، يمكن اعتماد ما بين 8 الى 10 مرات سقي خلال الدورة النباتية للزعفران سنويا، أي بوتيرة عمليتين سقي خلال الشهر الواحد، يمكن تقسيمها على الشكل التالي:
خلال شهر أكتوبر: من المهم انجاز عمليتي سقي خلال أول الشهر ووسطه، لتحفيز بصيلات الزعفران على الانطلاق وبداية الانبات
        عند نهاية شهر أكتوبر: من المهم كذلك اضافة سقية أخرى إذا لم تكن التساقطات المطرية كافية في هذه المرحلة لأنها من المراحل الحرجة في عمر نبات الزعفران.
        خلال منتصف شهر نوفمبر: يجب اضافة سقية أخرى خلال منتصف شهر نوفمبر خصوصا عند تأخر التساقطات المطرية لتحفيز ظهور ونمو الاوراق.
        خلال شهر مارس: من المستحسن اضافة عملية ري أخرى خلال شهر مارس أو ريّتين حسب نسبة التساقطات المطرية في هذه الفترة، ولا يجب إطلاقا سقي الزعفران خلال مرحلة السكون التي تتزامن مع بداية فصل الصيف قبل بداية شهر اكتوبر.

9-صيانة نبات الزعفران:
       من أجل إنتاج جيد للزعفران يجب إزالة النباتات الضارة بشكل دوري كلما دعت الضرورة لضمان نمو جيد للأوراق والازهار، بالاضافة إلى خدمة التربة (الكربلة) مرتين على الأقل قبل بداية الإزهار وعند القطف.

10-جني أزهار الزعفران:
     هي العملية الأكثر تعقيدا في كل الموسم، حيث تحتاج الى تقنية وصبر، فجني الزعفران يجب أن يكون خلال الصباح الباكر قبل طلوع الشمس لضمان تفتح كامل للأزهار وإزالة شعيرات الزعفران التي تعتبر هدفنا في المشروع كله.
إنتاجية الهكتار الواحد من الزعفران الحرّ تكون أقل خلال السنة الأولى من الزراعة (لا تنسى أن الزعفران مُعمِّر في الأرض (حتى 6 سنوات) حيث يمكن أن يعطي أقل من 6 كلغ/هكتار، في حين أن الإنتاجية ترتفع إبتداء من السنة الثانية والثالثة حيث يمكن أن تصل الى 10 كلغ/هكتار أو حتى 15 كلغ/هكتار، إذا كانت الظروف مناسبة.

11-تسويق الزعفران الحرّ:
    الزعفران الحرّ يعتبر الآن من التوابل الأكثر طلبا في العالم، لذلك يمكن تسويق الزعفران داخل البلد، عبر البحث عن الفنادق والمطاعم الفخمة، أو التعاقد مع الأسواق الكبرى، لكن لضمان تسويق جيد يجب التفكير في خلق تعاونات عند عدم كفاية الكميات المنتجة من طرف الاشخاص، وعمل تعليب ممتاز للزعفران لزيادة إثارة إنتباه المستهلك.

الرشتة، عجينتها ومريقتها، طبق جزائري تحتفظ بخصوصيتها وأسرار طبخها وتقديمها

  تتعدد تقاليد الأكل الشعبي في البلدان عبر العالم، وهذا بحسب التموقع الجغرافي والتمازج السوسيولوجي والأنتروبولوجي، مما يدخل في مكونات الطعام...