الخطاط إسماعيل عبد الجواد، فنان ساحر، تأخذك لوحاته إلى عوالم ممزوجة من الفن والفلسفة والتصوف والجمال، يرسم بالكلمات، حروفا من روح.
1- من هو إسماعيل عبد الجواد، ومتى بدأ إبداعه في رسم الخطوط العربية ليصل إلى هذا الحد من الجمال، وماذا يقول عن نفسه؟
• إسماعيل عبد الجواد هو النجل الأصغر لمعلم القرآن الطالب منصور عبد الجواد (من مشايخ منطقة الجنوب)، خطاط جزائري عصامي من مدينة تقرت، متحصل على دبلوم جامعي في الفلاحة، يشتغل حاليا في الإدارة والتعليم.
عشق الرسم والخط والفنون التشكيلية عموما منذ الصغر، إلا أنه تفرغ كليا للخط العربي قبل 5 أو 6 سنوات فقط، عمل جاهدا للانتقال به من الهواية إلى درجات الاحتراف، ويجتهد يوميا لتحسين وتطوير قدراته والتكوين الشخصي والبحث المستمر في هذا المجال...ومحاولا أيضا نشر ثقافة الخط العربي في المحيط الذي يعيش فيه.
ولتحقيق الأهداف يقول إسماعيل عبد الجواد وجب عليّ الاجتهاد والعمل والمحاولة وعدم اليأس، فالخط العربي رسالة عظيمة ثقيلة قد جمعت بين الفن والعلم، ولازلنا لحد الآن تلاميذ نتعلم من أساتذتنا من الجزائر وخارجها ومن عمالقة هذا الفن، الذين تركوا لنا إرثا عظيما.
فالإبداع في الخط العربي بالنسبة لي، هو أوّل ثمار مراحل كثيرة مررت بها، قد ألخصها في هذه النقاط وهي: - نبض وشغف بهذا الفن وقابلية تعلمه. - معرفة أوّلية عامة لعالم الخط العربي والتعرف على أنواعه لبناء أرضية علمية ثقافية. - محاولة اقتناء كراسات أو كتب الخط العربي. - بداية المشق (مصطلح في مجال الخط العربي يعني الكتابة المستمرة والتدريب على الحروف والتمرينات الخطية كمسودات) بالوسائل المتاحة. - متابعة الممارسة والتقرب من أستاذ في الخط العربي أو خطاط ذو خبرة لاختصار الطريق وتحليل بعض الأسرار وغيرها. - العمل المتواصل والاجتهاد في محاكاة أمشاق وكتابات الخطاطين ومعرفة طريقة تكوين اللوحات - المشاركة في المسابقات والمعارض والمهرجانات المحلية ثم الجهوية ثم الوطنية والدولية. - امتلاك الأدوات الاحترافية المختصة في ذلك.
- المحافظة على أساسيات وقواعد الخط العربي مهما تنوع إبداع الخطاط. - البحث المتواصل في هذا المجال ومحاولة نشر ثقافة الخط العربي ففيها طاقة ربانية تجعل مستواك يرتقي بمساعدتك للآخرين...
كل ذلك ويبقى جمال كتاباتنا ولوحاتنا نسبيا حيث يرتقي كل ما كان الخطاط صادقا مع نفسه روحانيا في إبداعه متواضعا في عمله.
2- كيف بدأتَ اهتمامك بالخط العربي، وكيف اكتشفت ذلك ومتى؟
• بداياتي الأولى كانت من المدرسة القرآنية مثلي مثل كل أبناء المنطقة بمختلف أعمارهم، والتي تعتبر مرحلة أساسية في التكوين القاعدي، فحفظ القرآن يساعد كثيرا على تعلّم الكتابة الصحيحة بالحبر التقليدي (السمق) على اللوح بالإضافة إلى القراءة السليمة وأمور أخرى.
وما يتمم ذلك هو التعليم الابتدائي والتأثر بمعلمينا الذين كانوا يملكون كتابات رائعة وجميلة، مع تواجد حصص الخط والإملاء في منظومتنا التربوية آنذاك والتي ساهمت في تحسن الكتابة. وقد لا أخفي أن لعائلتي وإخوتي دورا هاما في مساعدتي على تحسين كتابتي منذ الصغر باعتبارهم جميعا يملكون خطوطا متميزة، وقد حدثوني على أني كنت كثير الرسم والتلوين.
وفي مرحلة المتوسط كنت صديقا للسبورة والطباشير ذلك الوقت بطلب من أساتذتي في مختلف المواد، مع مشاركتي في كتابة بعض المجلات المدرسية والاهتمام كثيرا بالرسم.
في الثانوية بدأ يزداد حبي للرسم والزخرفة، والخط العربي الذي حاولت معرفة بعض أنواعه وكتابة بعض اللافتات الإشهارية والتجارية، والبحث على بعض الكراسات والكتب التي كانت مفقودة آنذاك...لكن الاجتهاد بوسائل بسيطة وبما أوتيت كان كفيلا لأحتفظ بتوهج شمعة الخط العربي في قلبي.
وانتقالا إلى التعليم الجامعي (المعهد) حيث زاد الاهتمام أكثر بالتمرينات واقتناء بعض الكتب والبحث في تاريخ هذا الفن حتى وإن لم تكن كثيرة...لكن دوما ظروف الدراسة والعمل كانت تحول بين وبين التفرغ كليا للخط والاهتمام المطلق به.
وقد يكون صيف 2014 بدايتي الحقيقية والواقعية الثابتة في عالم الخط العربي، حيث بدأت في تحضير معرض شخصي أول لفن الخط العربي رأى النور في شهر مارس 2015 ببلديتي تبسبست بمدينة تقرت، وكانت هي نقطة انطلاقة في مسيرتي الفنية بعد توفيق العلي القدير.
3- لكل واحد منّا شخص ما نتّخذه مدرسة، نسير على دربه أو ننهل منه ما يشغل ألبابنا ويُسري شغف المحاكاة فينا، الفنان المدرسة الذي أثّر في إسماعيل عبد الجواد عبر مراحل تكويناته المختلفة في مجال الخط العربي، من يكون؟
•قد يكون لأستاذنا شيخ الخطاطين في الجزائر الخطاط الدكتور محمد شريفي (أطال الله عمره) القسط الأوفر في زيادة عشق الخط العربي والعمل على استمرارية التعليم والتحسين والبحث، من خلال نصائحه وتوجيهاته، ملاحظاته وتصحيحاته التي سعدت بها في رسائله الشخصية الموجهة لي وأيضا كراساته المختلفة دروس الخط العربي لأشهر الخطوط العربية ومجموعة من مؤلفاته التي استفدت منها كثيرا وأخيرا لقائه في ملتقى ندوة عناية الجزائر بالمصحف الشريف إذ يعتبر من بين أشهر خطاطي المصاحف في الجزائر والعالم.
ولا أنسى توجيهات الأستاذ الخطاط عبد الحفيظ كينة بتقرت، والذي كانت بداياتي معه حيث عرفت جمال هذا الفن من خلال مكتبته الغنية بالمؤلفات...ومع وجود أساتذة وخطاطين في الجزائر خصوصا كالأستاذ الخطاط أمحمد صفارباتي الذي إلتقيته عديد المرات حيث قام بتصحيح بعض أمشاقي والأستاذ الخطاط عبد الرحيم مولاي أيضا والأستاذ الخطاط ياسين درادرة وغيرهم.
طبعا ناهيك عن أساتذتنا عمالقة هذا الفن قديما وحديثا، والذين تركوا لنا كم هائل من المخطوطات الأمشاق، كتب ومؤلفات، تراكيب ولوحات، أسرار وشروحات، نتردد عليها يوميا ونتعرف منها على أساليب وتقنيات وعدة أمور.
4- يقال أن الخطّاط لا يعدّ فنّانا إلا إذا كان يتقن خطّ "الثلث"، ما هو نصيب هذا الخط الجميل من لوحات الفنّان إسماعيل عبد الجواد، وماهي أقرب الخطوط إلى قلبه؟
•قد لا أوافقك الرأي في ذلك، حيث صحيح أنّ لخط الثلث مرتبة عالية بين مختلف الخطوط الأخرى، وقد عرفنا ذلك من خلال لوحات مشاهير الخطاطين، وهذا لكثير من الاعتبارات، لكن إجادة أي خط من الخطوط تكفي لنعتبر الخطاط فنانا، فهي جميعها تعتمد على مقاييس وتقنيات ولها أساليب وتحليلات فنية، والإبداع فيها يمتع العيون لا محالة.
في أوّل مشاركة وطنية لي بورشة المدية نوفمبر 2015، تحصلت على جائزة لجنة التحكيم في خط الثلث الجلي، حينها تربّع خط "الثلث" على جل لوحاتي تقريبا، وأمشاقي وكتاباتي...فأصبحت في كل مشاركة وطنية أو دولية إلا ولوحة بخط الثلث تكن حاضرة...فقد وجدت فيه نفسي مع البحث والعمل وحب التركيب فيه والتوازن ومساحة البياض والسواد وتقنيات أخرى...
وأقرب الخطوط إلى قلبي طبعا الثلث أوّلها ثم خط التعليق "أو الفارسي" ثانيا، وخط "النسخ" ثالثا.
5- كيف يقيّم إسماعيل عبد الجواد حركة الخط العربي في العالم العربي، والجزائر، وهل تجد أن ملتقيات الخط العربي وصالوناته ومهرجاناته، تعمل بقدر كاف للنهوض أكثر بهذا الفن الساحر والعريق في ذات الوقت؟
•إن حركة الخط العربي في الجزائر هي امتداد لصحوته في العالم العربي، وهي ثمرة عمل دؤوب واجتهاد جاد لأساتذة وخطاطين ومهتمين لهذا المجال، والذين ساهموا بصدق في مواصلة المسيرة وحفظ أمانة الخط العربي، وبفضلهم اشتدّ وزاد توهّج هذا الفن الأصيل وأصبح هناك كم هائل من المتعلمين من كلا الجنسين ومختلف الأعمار، مبتدئين وهواة وعصاميين أيضا، وصل منهم العديد لرتبة الخطاط المتميز حيث نال منهم عديد الأوسمة والجوائز دوليا ومثلوا الجزائر أحسن تمثيل عربيا وعالميا.
وأنوّه أيضا إلى الدور الكبير والفعال الذي لعبته بعض الجمعيات الوطنية في تأطير الورشات وإقامة المسابقات واستقطاب هواة الخط العربي ولم شمل الخطاطين مثال على ذلك: جمعية الراقم بالمدية، والجمعية الثقافية لمواهب الشباب ببسكرة، وجمعية المرسي بباتنة، وعديد الجمعيات التي تنشط في مجال الخط العربي والفنون الإسلامية...فصار الخط العربي ينال قدر كبير من الاهتمام من طرف الهيئات العليا للبلاد في صورة المهرجانات الدولية والملتقيات المغاربية والصالونات الوطنية.
أما ملتقيات الخط العربي وصالوناته ومهرجاناته، فهي لا زالت محطات هامة وضرورية تعمل على النهوض بهذا الفن الساحر والعريق، وتساعد الخطاط أو الهاوي والمبتدئ على الاحتكاك بالأساتذة للارتقاء بمستواه أو لمعرفة الجديد من إبداع وأساليب وأسرار، فقط قد تعاد صياغة بعض الأمور الإدارية والمادية والإشهارية حتى ننزل هذا الفن منزلته الحقيقية.
https://www.baianat.com/ar/books/arabic-calligraphy-culture/types-of-fonts-and-its-different-shapes
6- في ظل سيطرة الرقمنة والتكنولوجيا على كافة الجوانب الحياتية للإنسان، كيف ترى مستقبل الخط العربي في البلدان العربية؟
•إن الخط العربي هو خط لغة القرآن، فالرعاية الإلهية لهذا الفن الأصيل مطلقة، ولن يقف شيء يحول دون انتشاره وتطوره في البلدان العربية مهما تعددت العراقيل أو الأسباب، وأياد الخط هي شموع منتشرة تتوهج بقوة أو تقل أحيانا لكن الرسالة مستمرة في ظل الرقمنة والتكنولوجيا.
هذه الأخيرة ساعدت كثيرا في نشر ثقافة الخط العربي وهذا ما نعيشه حاليا، وحتى الخطاط يجب عليه أن يكون متمكنا متكونا في جانب الرقمنة والتكنولوجيا لما لها من فوائد فنية تصميمية وإخراجية مختلفة...فكثرة مهرجانات ومسابقات وصالونات الخط في عالمنا العربي، وملتقى رمضان لكتابة المصحف الشريف خير دليل على ذلك، يجتمع فيها أشهر الخطاطين العرب ليقدموا أحسن ما جادت به أناملهم.
https://m.facebook.com/Ayman.Elgendycom/7- لطالما تحضر الأشكال التي لها بعد فلسفي لثقافات معينة في العديد من لوحاتك، حدثنا عن هذا، وما هي أهمّ العناصر التي يعتمد عليها إسماعيل عبد الجواد في تشكيل ورسم لوحاته، وكيف تختار عناوين لوحاتك، هل هناك قصّة وراء كل عنوان؟
•إن إرث الخطاطين الأولين من لوحات وتراكيب وتصاميم وقوالب، مهما اختلفت أشكالها تعدّ مصدرا حقيقيا للخطاط، فقد كانوا يكتبون ويخطّون بكل جوارهم وحواسهم، وكما قيل الخط هندسة روحانية، من هذا المنطلق نجد فلسفة الخط العربي تؤثر على إبداع الخطاط وتلهمه في أعماله.
ومن أهم العناصر التي أعتمد عليها في تشكيل ورسم لوحاتي، أولا:اختيار النص المراد تشكيله وكتابته، وغالبا ما أكتب آيات من القرآن الكريم.
وثانيا: اختيار الخط المراد الكتابة به، إمّا ثلث أو تعليق، وأحيانا نسخ.
ثالثا: تصميم القالب الأوّلي والذي قد يتبع بقوالب أخرى حتى نصل إلى قالب وتصميم مقبول عموما وقد تستغرق هذه العملية أكثر من سنة.
رابعا: تحضير العناصر المادية من حبر وورق وأدوات مختلفة لتجسيد العمل النهائي انطلاقا من القالب.
خامسا: عملية الترتيش والمراقبة والمراجعة لتقديم عمل نظيف.
سادسا: تصميم الإطار والذي يجب أن يتأقلم وينسجم مع اللوحة (الإخراج الكامل).
أما عن اختيار عناوين اللوحات، فغالبا ما تكون عناوين لوحاتي هي آيات من القرآن الكريم مباشرة، وهي النص المراد تشكيله وكتابته، وفي هذا الأمر عندي طريقتين في الاختيار، أحيانا أختار الآية التي تومض في ذهني من جراء حدوث أمر ما في حياتي اليومية أو بزوغها في لحظة من اللحظات فأتذكرها وأسرع بجردها على ورق لأتأكّد من رسمها القرآني ثم أبدا في تحضير إخراجها الفني، وأحيانا أخرى أقوم بتصفح وقراءة المصحف الشريف فتمتزج نظرتي القرائية مع النظرة الفنية التصميمية على آية من الآيات فيقع عليها اختاري.
8- الخط العربي منذ نشأته من الكوفي والرقعة والنسخ وغيرها من أنواعه، إلى الرقمي المرتبط بمحركات البحث ومايكروسوفت، كيف ساهم الخط العربي بشكل ممتاز - كموروث ثقافي حضاري مهم- في تحديد هويّة المدن والأماكن والحواضر، وهل يعني هذا شيئا للخطاط إسماعيل عبد الجواد؟
•إن كل أنواع الخطوط العربية المختلفة المنتشرة في العالم وهي تعتبر موروث ثقافي حضاري في غاية الأهمية، جاءت تسميتها مرتبطة جلّها بالهوية، فالكوفي والمغربي والقيرواني والأندلسي والفارسي ارتبطت بمكان الظهور أو الانتشار والتطوير وهي صورة تعكس هويّة المدن والأماكن، أما الديواني وجلي الديواني وحروف التاج اقترنت بالسلطة الحاكمة والهيأة القانونية المشرّعة، أما الرقاع أو الإجازة فأظهر حلقة الربط والتواصل بين المعلم وتلميذه تكريسا لمنظومة التكوين والأستاذية، أما خط النسخ فنصّب نفسه أشهر الخطوط المتداولة من نسخ المصاحف والكتب المختلفة وتجريد المؤلفات، والثلث وغبار الحلية ارتبطا بأداة الكتابة الأساسية وهي القلم...وغيرها من الأسماء التي تتعرف من خلالها على حضارات في حقبات زمنية مختلفة تساعدك في البحث والمعرفة.
9- في مقابلة لك قلت بأنه على الخط العربي أن يعيش بيننا وفي حياتنا، فهو فن تشكيلي وهندسي ذو طابع روحاني مقدّس، كيف تشرح ذلك؟
•من منطلق أن الخط العربي هو موروث ثقافي وحضاري لنا، فلما لا نستغله في حياتنا ومحيطنا العمراني الهندسي الديكوري عوضا عن تركه وحصره بين معارض ومسابقات ولوحات فقط. يستطيع أن يتربّع على عرش الديكور العالمي إن وظّفناه أحسن توظيف، بل يمكننا تصديره للدول الأجنبية بكل فخر وثقة، قد ندخله في الصناعات التقليدية أو الحرفية أو المكتبية وغيرها، في ديكور المؤسسات والمدارس والشركات والأثاث، في الشوارع والطرقات والأحياء والهياكل.
10- الفن التشكيلي أسلوب من أساليب الترويج للثقافة والسياحة الوطنية من خلال اللوحات، كيف يرى إسماعيل عبد الجواد ذلك ؟
•الفن التشكيلي عموما هو المرآة العاكسة للمجتمعات ثقافيا وفنيا واجتماعيا وتاريخيا ووو...وقد استغل أحسن استغلال في عديد الدول عبر العالم، حيث أصبح الفن التشكيلي ركيزة أساسية معبّرة وصانعة لأسسيات الترويج لثقافة وسياحة أي بلد.
فهو أسلوب من أساليبه إن استطعنا أن نهتم به أكثر في بلادنا ونحدد أهداف لذلك مع استشارة المختصين لا غير، وتحضير وثيقة عمل سنوية تسطّر وفق خطوات عالية المستوى تعمل على إظهار الجانب الثقافي والسياحي لنا والذي نزخر به فعليا لتنوعه ولزخمه. وقد يساهم اقتصاديا أيضا، ما علينا سوى العمل الحقيقي في هذا الإتجاه والسير بخطى ثابتة مع توفير كل الإمكانات اللازمة للفنان التشكيلي حتى يبدع ولا حدود لأبداعه في وطنه، فقد يتمنى أيّ فنان في العالم التواجد في الجزائر لتنوعها الجغرافي والثقافي والسياحي والاجتماعي والطبيعي وغير ذلك.
11- هل سبق لك أن احتكيت بخطاطين جزائريين أو شاركت في مناسبات جزائرية خاصة بالخط العربي على غرار المهرجان الدولي لفن الخط العربي الذي يقام كل سنة بالعاصمة الجزائر؟
•الحمد لله لقد وفقت في المشاركة في العديد من المهرجانات الوطنية للخط العربي والفنون التشكيلية بولايات مختلفة، منها المدية، ورقلة، جيجل، بسكرة، باتنة، الوادي، معسكر، الجزائر العاصمة، برج بوعريريج، وهران.
وقد سنح لي ذلك بالتعرف على أصدقاء وإخوة خطاطين مبدعين وأساتذة استفدنا خلالها من تجاربنا في فن الخط العربي وتبادلنا مستجدات هذا الفن والتعمق في أسراره ومجموعة أساليبه ولحد الآن أصبحنا نكوّن فريق كبير من مختلف ربوع الوطن، فالتواصل بيننا يوميا منذ 5 أو 6 سنوات وكل هذا بفضل الله.
أما بالنسبة للمهرجان الدولي لفن الخط لم تتح لي الفرصة للمشاركة فيه رغم أني أرسلت أعمالي مرتين، وأعمل جاهدا للمشاركة فيه إن شاء الله مستقبلا.
12- بماذا يوصي إسماعيل عبد الجواد المهتمين بالخط العربي من الشباب الشغوف بتعلّمه والإبداع فيه؟
•طبعا بعد التوكل على الله، أوصيهم بالعمل والاجتهاد، الإيمان والصبر، المرحلية وتجنب الإسراع في قطف الثمار، التركيز على خط أو خطين فقط في البداية، المشق والتدريب المتواصل على الطريقة الصحيحة، اتّخاذ أستاذ خط إن أمكن لأنه يسهّل عليه ويختزل له مسافات طويلة، التحلي بالصدق والواقعية، تتبع أثر الخطاطين وأعمالهم، التزود ثقافيا وعلميا وتاريخيا في هذا الفن، مساعدة بعضهم البعض في ذلك من ورشات وجلسات ومعلومات وأسرار وأدوات.
13- هل هناك أعمال يحضر لها فناننا المبدع إسماعيل عبد الجواد، وهل هناك مخطوط أو عمل توثيقي تتحدث فيه عن أعمالك، وعن الخط العربي بشكل عام؟
•أجل لي ثلاثة أعمال جديدة بدأت في تحضيرها، لوحة ثلث جلي تركيب بيضوي، وأخرى تعليق جلي، وأخرى بخط النسخ، لا زلت مع لوحة الثلث لم تكتمل بعد.
وعندي مواضيع كالبحوث الصغيرة أريد إعدادها لتقديمهم في قادم المهرجانات والملتقيات، منها ما يخص تعليم الخط العربي للأطفال والشباب، وآخر حول المشق في الخط العربي، وموضوع حول تجربة الخطاط في الحياة الثقافية والفنية المجتمعية (تجربتي أنموذجا).
14- كلمة أخيرة يخص بها خطّاطنا مدوّنة ماسة وقُرّاءها الأعزاء، ولمَ لا تكون بمخطوط حصري؟
•في الأخير أود أن أقدم شكري وامتناني لـ "مدوّنة ماسة" المنبر الإعلامي الجزائري المتميز، ولقراءها الأعزاء، وكل زائريها، والتي أتاحت لي هذه الفرصة الطيبة للحديث عن الخط العربي ومسيرتي الفنية، وأنا بدوري أقدم لكم كتابة بخطي كهدية متواضعة أتمنى أن تنال إعجابكم. تقبلوا تحياتي.