من أجمل الحلويات وألذّها، والتي تعد تقليد متوارث عند معظم العائلات الجزائرية، شرقها وغربها، جنوبها وشمالها، تحضير حلوة المقروط الشهير أيضا في باقي دول المغرب العربي تونس ليبيا والمغرب. حيث دائماً ما نرى جميع أنواع المقروط يزيّن موائدهم، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وأيام العيد المؤنسة.
تختلف أنواع المقروط باختلاف طريقة طهيها، أو المكونات التي تدخل في تحضيرها. وأشهرها على الإطلاق المقروط الذي يقلى في الزيت ويغمس بعدها في العسل المصنوع يدويا في البيت، وهناك مقروط الكوشة أو الفرن.
وبالنسبة لأنواع المقروط التي تختلف في مكوناتها، نجد منها مقروط الغرس أو التمر، مقروط اللوز أو الكاوكاو "الفول_السوداني، أو الجوز، ومقروط الشهدة، ويعد المقروط الذي يحضر بحشو التمر هو الأصلي، عن نفسي أفضله بالتمر مضاف إليه حبات ثمر الصنوبر أو كما يعرف بالزقوقو أو الزنباي مرحي .
كما نشأت في السنوات القليلة الماضية أنواع عديدة من المقروط، ناهزت أعدادها قرابة 20 نوعاً مختلفاً، حسب الذوق والمنطقة.
ومنها ذات الأحجام الصغيرة، ومنها ما يختلف بحسب المواد المستعملة في إعداده، كاستعمال الفرينة بدلاً من السميد، ومنها ما يختلف حشوها كاللوز بدل التمر، أو الاختلاف في طريقة الطهي كتحميرها بدلاً من قليها في الزيت.
كما ينتشر المقروط في تونس وليبيا ومالطا بمسميات أخرى، كالمقروض أو المقرود، ويقدم في كل فصول السنة، وخصوصاً في الأعياد والأعراس والمناسبات.
البلدان التي يوجد بها المقروط أو المقروض، ويستهلك فيها بكميات كبيرة هي الجزائر وفي القيروان بتونس يعد مقروض القيروان الأشهى على الاطلاق .
ومع ذلك، فالبلدان المجاورة تستهلكه أيضاً: فيتواجد المقروض بشرقي ليبيا، وهي منطقة متأثرة بشدة بالثقافة التونسية، وفي مالطا، حيث أدخلته سلالة الأغالبة، والمغرب، وخاصة في مدينتي وجدة وتطوان، حيث أدخله المهاجرون الجزائريون.
أيضاً في فاس، حيث أدخله من دون شك التونسيون من القيروان في القرن التاسع.
كما أصبح أحد مكونات المطبخ التقليدي الشائعة في البلدان التي يعيش فيها عدد كبير من السكان الجزائريين أو التونسيين، خاصة في فرنسا.
يختلف اسمه بحسب المنطقة، بمنطقة القبائل، الجزائر العاصمة والقطاع الوهراني: مقروط.
المنطقة القسنطينية: مقروض أو مڨروض.
تونس: مقروض.
مقروط" سلطان الحلويات التقليدية الجزائرية، الذي يتربع على عرش موائد الأعياد، ومن التقاليد أن يكون هو الأول في سينية الحلويات التي تصاحب القهوة أو الشاي.
ينطق المقروط بالطاء في بعض المناطق كالعاصمة و ينطق بالضاد أي "مقروض " و قد ترتبط هذه التسمية بالقوارض لأننا نستعمل الأسنان الامامية في أكله أو قضمه .
تقول الأستاذة فايزة رياش مهتمة بالتراث والتقاليد الجزائرية، أنّ المقروط سُمي ب: "الخشكلان"، وكان يخص الحماديين بعد ذهابهم إلى بجاية، بعد ذلك سماه العرب المقروض نسبة للقارض، وهو سكين لقطع الحلويات، فأصبح يسمى مقروض، ثم بعد ذلك انتشر في الشرق الجزائري خاصة خلال الفترة الحفصية، وبعدها ذاع صيته، وانتشر حتى في بعض الجزر الاسبانية والايطالية واصبح يطلق عليه مكرود او مكروت، فقديما الخشكلان أو المقروض كان يصنع له طابع خشبي وهو نفسه الطابع الذي يخص الخبز ولكل عائلة طابع خاص بها ، لأن الخبز والحلويات تطهى في الافران.
يستحسن عند تحضير المقروط أن أحضر العجينة وتترك لساعات إما أن أحضر صباحا وتترك لترتاح لغاية المساء، أو تحضر مساء وتترك ليلة كاملة وفي صباح الغد يتم إكمال عملية التحضير والطهي، كما يستحسن أن ترفع حبات المقروط مباشرة من القلي وتوضع في قطر بارد وتترك لمدة حتى يتشرب المقروط العسل، ثم يرفع ويقطر، ويعاد وضعه في القطر مرة أخرى بعد أيام، حتى يصبح طري وهش، ومذاقه فعلا رائع.
في مدينة عنابة شرق الجزائر، يسمونه مقرود، ويكون مائل للحمرة قليلا ومرشوش بحبة الطيب.
وفي قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، لا تخلو مائدة الحلويا من صحن المقروض أو المڨروض، تصاحبها روائح ماء الورد المقطر بالطريقة التقليدية القديمة، فتسحرك تلك التمازجات بين روائح الورد، والنكهات المختلفة في الحشوة المصنوع منها المقروط.
في تلمسان تزين المائدة التلمسانية خلال أيام الشهر الفضيل بالمقيرط جنبا إلى جنب والكعك التلمساني الضارب في القدم.
المدن الجنوبية أيضا لموائدها الحظ الأوفر في تربع صحن المقروط على عرش الحلويات، التي تبسطها النسوة لتفرح أهل بيتها، والأحباب الذين يتوافدون للتهنئة في رمضان أو العيد.
وتبقى العاصمة والمدن الداخلية ملكة تحضير حلوة المقروط، فلا يمكن أن تمر مناسبة دون أن تتفنّن النسوة ويتسابقن في صنع المقروط، وهذا لأن معظم الأزواج يفضلون المقروط رغم بساطته، على العديد من الأنواع الأخرى من الحلويات.
وفي الأعراس هناك عادة جميلة تصاحب أعراسنا، حيث أنه تقوم العروس بأخذ محبس نحاس مختلف الأحجام، اقد يكون كبير، أوإثنين من الحجم المتوسط، أو ثلاثةمن الحجم الصغير، تملؤه بحلوة المقروط، مع حلويات تقليدية أخرى على غرار البقلاوة، والعرايش ورزمة العروسة، إما تأخذه العروس معهاعندما تزف، أو في صباح الغد تقوم والدة العروس وأختها بأخذه عند زيارتهم لها في بيتها الزوجية، ويقمن بتقديم الحلويات لأهل العريس لتوزع على الضيوف.
المقروط يبقى له سحر خاص وطقوس تجعله فعلا ملك الحلويات التقليدية.
#ماسة